بقلم :عائشة سلطان
هناك صورة نمطية وسلبية، مع الأسف، ما يزال بعض المثقفين العرب يصرون على استحضارها عندما يتحدثون عن الثقافة في المجتمعات الخليجية، تتعلق بصورة المواطن الخليجي وعلاقته بالثقافة واهتمامه بالأدب وإنتاج المعرفة.
والصورة سلبية جداً، لأنها تظلم حقيقة وواقع المثقفين الخليجيين، وجهود الحكومات الخليجية لتكريس حالة ثقافية مغايرة عن الصورة المجدبة أو القاحلة ثقافياً التي تحيلنا إلى عهود سابقة، عندما كانت دول الخليج مجرد محميات بريطانية حُرمت من التعليم والتطوير وتأسيس المدارس، كحال كل البلدان التي خضعت للسيطرة الأجنبية في فترة من فترات تاريخها.
إن هذا التطور الذي طال جميع بنى المجتمعات في الخليج، والذي يشهده العالم ويعترف به، قد طال الثقافة وبنية العقل الخليجي كذلك، فوُجد كتّاب القصة والرواية، ووُجد الشعراء والكتّاب والصحافيون، ووُجد الناشطون في مجالات خدمة المجتمع المدني، ووُجد ملايين المتعلمين والباحثين وأساتذة الجامعات والمفكرين والمنظرين وأصحاب التوجهات الفكرية المعروفين عربياً وعالمياً.
ما يعني أن هذا التصور النمطي، الذي يدل على فوقية مرفوضة تجاه الخليجي الذي لا يمتلك ما يكفي من الثقافة والمعرفة اللتين تضعانه في مصاف إخوته من المثقفين العرب، ولا تسمحان له بأن يكون نداً لهم، لأنهم هم فقط من يمتلكون الثقافة وأدوات إنتاج المعرفة منذ القدم وعلى مر الحقب، هو في الحقيقة تصور غاية في الإجحاف والعنصرية.
فالعنصرية ليست في أن أنظر إليك بدونية بسبب لونك أو دينك أو طبقتك الاجتماعية ومستواك المادي فقط، بل حتى في الثقافة هناك من يدعي الثقافة وينظر إليك بفوقية وازدراء!إن مسؤولية تصحيح هذه الصورة تقع علينا، نحن المثقفين الخليجيين، أولاً، وعلى مؤسسات الثقافة الخليجية، وعلى المثقفين العرب الذين ما يزالون يحملون تصورات ماضوية تغيرت تماماً!