بقلم - عائشة سلطان
من أصعب مجالات الكتابة هي الكتابة للطفل، ولذلك فإن الذين كتبوا للطفل في عالمنا قليلون جداً، قياساً بالذين يكتبون للكبار، وفي الوقت الذي يظن معظمنا أن مخاطبة الطفل أمر سهل، وكتابة قصة له لا تحتاج إلى جهد أو تفكير، نكتشف أن ذلك خطأ كبير، فالكتابة للطفل تحتاج فهماً عميقاً للحياة، وتجربة متنوعة، وإلماماً بتفاصيل لا تعد ولا تحصى.
إن الوصول للطفل يمكن أن يتم بجملة بسيطة يقولها إنسان لديه ذلك الحنان والمعرفة والقدرة على المشاركة والوصول إلى عقول الكبار والصغار معاً، وهذا ما تمكن منه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما كان يزور مدارس الصغار، أو يلتقي بهم في المناسبات أو يلبي لبعضهم تلك الأمنيات الخاصة والعزيزة بلقاء سموه.
وصل الشيخ محمد من خلال كتبه لقطاع كبير من القراء بلغة سهلة سلسة وبتجارب غاية في العمق، وهو اليوم يقدم كتابه الجديد للأطفال ليقول لكل طفل يقرؤه: «أنا وأنت عشنا العالم نفسه ومررنا بذات التجارب الصغيرة، بنينا لأنفسنا كهفاً صغيراً في غرفنا وملأناه بالحيوانات والمقتنيات والأحلام الخاصة بنا، كما كانت أُمنا ملاذنا وحضننا وعالمنا الجميل، أمي وأمك هي تلك المرأة العظيمة الحنونة التي لا يشبهها أحد، وكما تحب الحيوانات فأنا أيضاً أحببتها وما زلت أحبها، وقد كانت لي حكايات وعلاقات كثيرة معها، مررت بتجارب عميقة علمتني الكثير من القيم والمحبة والرحمة».
كل هذا يضمنه الشيخ محمد بن راشد في الكتاب الأنيق الذي يقدمه للصغار تحت عنوان «عالمي الصغير» هدية منه لعالم من الطفولة والبراءة والمستقبل، وكما اهتم بالشباب والكبار والفرسان والأدباء و...، ها هو يمد يده للأطفال بكتابه الجديد، الذي يهديه لكل طفل، مؤكداً أن «القراءة وحب القصص تثري تجارب أطفالنا وتفتح مخيلاتهم للتعرف إلى ماضينا وحياتنا وكل تجاربنا».