بقلم - عائشة سلطان
يقال إن رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ، حين وضع قدميه وخطا أول خطوة له على سطح القمر في العام 1969، قال: «هذه خطوة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة عملاقة للبشرية»، كثيرة هي القفزات العملاقة التي حظيت بها البشرية نتيجة لخطوة مهمة وفارقة قام بها إنسان ما، مخترع جهاز، مكتشف دواء، مبتكر، عالم، رائد فضاء، أو مبتكر قوانين ووسائل غيّرت شكل الحياة، وأوجدت ظواهر وسلوكيات وتوجهات لم تكن معروفة قبل ذلك.
ألم يكن اكتشاف النار خطوة عملاقة للأمام، واختراع الكتابة، والتوصل لقوانين الجاذبية، واكتشاف طاقة البخار، والفحم والبترول والطاقة البديلة، ووسائل الإعلام، والطائرات، والهاتف، وتفجير ثورة الإنترنت والمعرفة ووسائل التواصل.. كلها غيّرت حياة الإنسان، بحيث لم يعد شيء مما كان قبلها صالحاً أو مستخدماً فيما بعد، وظل الإنسان يتذكر ما كان، باعتبار أن السمة أو الميزة الثابتة في الإنسان كلما تقدم به العمر، هي الحنين لما عاشه في طفولته ومراهقته!
لكن الحياة لها قانون ثابت يسير للأمام دوماً وبلا توقف أو هوادة.. الحياة لا تعود للوراء أبداً، والإنسانية لا تتخلى عن منجزاتها تحت مبررات الحنين ولوعة الفقد الإنساني. مع ذلك فإن أحد أكثر الأسئلة الإنسانية التي يطرحها الناس على بعضهم في هذه الأيام، وفي خضم ملابسات «كورونا» وما تبعها ونجم عنها؛ هل ستعود حياتنا كما كانت؟ هل ستعود الحياة التي عهدناها وعرفناها، تلك التي غادرتنا وكأنها إلى غير رجعة؟!
هذه هي القفزة العملاقة الوحيدة ربما التي قفزتها البشرية كلها معاً إلى الأمام، لكنه الأمام المجهول، المخيف، لذلك يصحو الناس كل يوم على أمل أن يكون كل هذا الذي مروا به، ليس سوى كابوس مرعب سيفيقون منه ويعودون لسابق حياتهم!