بقلم - عائشة سلطان
منذ أن أعلنت دولة الإمارات عن توجهها لجعل عام 2016 عاماً للقراءة، ثم أتبعته بإصدار قانون للقراءة، وتالياً تم تخصيص شهر كامل تحتفي فيه الدولة بالقراءة، وتتعاون مؤسساتها من أجل إيصال فكرة أن علينا جميعاً تحويل القراءة إلى ممارسة وسلوك يومي، منذ ظهر هذا التوجه، وكل المؤشرات تقود إلى أننا نحقق نتائج جيدة في هذا الطريق.
قبل يومين وفي جلسة حوارية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أعلنت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، نتائج مؤشر الإمارات الوطني للقراءة 2020، وأن يكون هناك مؤشر نقيس به ما تحقق في موضوع القراءة، لأمر يدعو للفخر والإعجاب فعلاً.
يهدف هذا المؤشر إلى قياس واقع القراءة بين أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين، إضافة لتقصي نوعية القراءات، والمصادر المستخدمة للقراءة، وأسباب عزوف الشباب عن القراءة، إن كل ذلك يدفع باستمرار لتقصي جوانب القصور وإمكانات المعالجة وتعزيز الإيجابيات وتشجيعها.
لقد أكد المؤشر أن معدلات القراءة في الدولة مرتفعة، حيث بيّن أن متوسط عدد الكتب والمجلات والمقالات التي يقرؤها الفرد في دولة الإمارات خلال العام الواحد هي 9 كتب، و7 مجلات، و13 مقالاً، وأن 57% ممن شملهم المؤشر لديهم مكتبة في المنزل.
كما تبين أن 47% منهم يقرؤون يومياً، و27% منهم يقرؤون مرة في الأسبوع، و16% منهم يقرؤون مرة واحدة في الشهر، كما أن 89.9% منهم لديهم عادة القراءة.
وبلا شك فإن هذه النتائج تحقق شعوراً طاغياً بالفخر والرضا، وتدفع أجهزة الدولة للمضيّ بتفاؤل أكبر، لكن الأهم في الأمر هو أننا بهذا الإنجاز، نضمن وجود أفراد مستنيرين، ومحصّنين ضد جراثيم التخلف والتطرف والعنصرية وكراهية الآخر، لقد جاء على لسان معالي الوزيرة في حديثها «أن القراءة هي الحياة»، نعم فحين نقرأ في الاتجاه الصحيح، نضمن لمجتمعاتنا حياة حرة، منفتحة ومتحضرة بكل المقاييس.