العمر في الأيام الزائدة

العمر في الأيام الزائدة!

العمر في الأيام الزائدة!

 صوت الإمارات -

العمر في الأيام الزائدة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

في رواية «أيام زائدة» للبناني حسن داوود، نتتبع حياة أرمل عجوز في قرية لبنانية، يتهيّأ للقيام برحلته الأخيرة. الرجل الذي كبر أولاده وأهملوه، يقرر أن يكمل أيامه حتى النهاية من دون أن يهدّه التحدّي؛ تحدّي العمر، والجسد المتهاوي، وهلوسات الذاكرة، فيعاند حياة الوحدة والفراغ ويناور قسوة أولاده، وجشعهم وإهمالهم.

وبطبيعة تبدو لازمة في هذا العمر المتقدم، يصطدم العجوز بالماضي كما يتصادم هذا الماضي بالحاضر، وتختلط الأحلام بالذكريات. ويبدأ الرجل، بالتدريج، يخسر قدرته على التحمّل، لكنّه مع ذلك، يرفض أن يقبل الحقيقة الحتمية التي لا مفر منها! إنه يريد أن يعبر إلى موته قوياً كعهده بنفسه.

«أيام زائدة» هي رواية أخرى تضاف إلى إرث أدبي كبير ينبه إلى بشاعة أو فخ الوحدة، الذي ينتظر الجميع عند حافة السنوات الأخيرة الصعبة، سنوات الشيخوخة والعجز، حين يذهب الجميع كل لأسبابه ولطرقه، ويبقى الإنسان بانتظار نهاية لائقة ورحيمة، تأخذه إلى غيابه الأخير.

ومثل حسن داوود، يكتب المصري جار النبي الحلو حكايته الخاصة عبر رواية «العجوزان»، حيث يقدم لنا رواية في منتهى اللطف والوجع معاً، بعد أن نصب لنا فخاً باذخ الرقة، فأوقعنا في نوبة دموع حين التقى فايز ورفيق، الصديقان العجوزان اللذان يتقاسمان أيامهما المتبقية معاً بأدق تفاصيلها، بعدما غاب عنهما الكثير من الأحبة والأبناء، فيعيشان حالة من استدعاء الذكريات القديمة والأصدقاء القدامى، وفترة الشباب بكل حكايات حتى اليوم الذي يموت فيه أحدهما تاركاً رفيقه لوحدة لا تطاق وسط مدينة تتغير بسرعة البرق.

أما في الرواية الأرجنتينية «أخف من الهواء» فقد كانت الوحدة الشاسعة من نصيب عجوز تذهب إلى عامها الرابع والتسعين محملة كما هي طبيعة هذا العمر بخيالات الذاكرة وحمولة الماضي وأوجاعه، الأمر الذي يجعل كل شيء يلتبس ويختلط في رأسها إلى درجة «القتل»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمر في الأيام الزائدة العمر في الأيام الزائدة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 11:16 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يشعر بالسعادة لارتدائه الفانيلة الحمراء

GMT 11:56 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات بتراجع أعداد الدب القطبي بنسبة 30% بسبب تقلص الجليد

GMT 23:53 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحواض السمك تجلب الهدوء وتضفي جمالًا على حديقتك

GMT 17:42 2013 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

الاحتفال بذكرى رحيل عمار الشريعى بإذاعة الشرق الأوسط

GMT 04:41 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الربيع يحل قبل 3 أسابيع في الولايات المتحدة الأميركية

GMT 23:42 2013 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

"شل" تتراجع عن بناء محطة لتحويل الغاز إلى سوائل

GMT 16:03 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

5 بنوك تمول إقامة محطة كهرباء في السويس

GMT 16:42 2012 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفودكا" تنقذ فيلتين من صقيع روسيا

GMT 03:05 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تجهز منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض

GMT 03:59 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

اكتشاف فصائل جديدة من النبات والعناكب بماليزيا

GMT 22:05 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة انفصال كارول سماحة عن زوجها وليد مصطفى

GMT 08:02 2012 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

"بورشة" الألمانية تتوقع نمو مبيعاتها في 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates