بقلم - عائشة سلطان
صيفنا هذا العام ساخن جداً، ليس فقط لأن درجات الحرارة تسجل أعلى معدلاتها على مستوى العالم، ولكن لأن هناك عدة ملفات حساسة ومهمة فُتحت على مصاريعها، إضافة لمجموعة من القضايا الإجتماعية قد رافقت المشهد الصيفي الساخن وزادت حدته، بحيث وجدنا الجميع وقد انغمس في متابعة تفاصيل الشأن المحلي اليومي وتحليله!
من المعروف أن ازدهار الاقتصاد غالباً ما يؤدي إلى انغماس الناس في العمل والاجتهاد في البحث عن فرص كسب أفضل، ما يجعلهم أكثر هدوءاً وانكفاءً على حيواتهم الخاصة بعيداً عن الجدل والخلافات، بينما يقود النشاط السياسي في الغالب إلى المزيد من الجدل والظواهر الطارئة التي تولد بدورها نقاشات، واختلافات في الرأي وأخذ ورد كنتيجة طبيعية لكل ذلك!
لقد ولدت الحملات الانتخابية للأعضاء المترشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي نقاشات واختلافات حادة، إما على البرامج الانتخابية، وإما على صعيد أداء المرشحين ودرجة وعيهم السياسي، الأمر الذي تسبب في كل اللغط الذي ثار خلال الأسابيع الماضية من شاكلة قيام إحدى المرشحات للمجلس باقتباس نص الدعاية الانتخابية لمرشحة مجلس الشورى العماني، وقيام واحدة أخرى بتقديم برنامج انتخابي يقوم على تعدد الزوجات كعلاج للعنوسة (وهو علاج بائس بلا شك) في الوقت الذي يعرف أقل الناس امتلاكاً للثقافة السياسية أن هذا البرنامج يفتقد لأي طرح سياسي!
صيفنا أصبح أكثر سخونة مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرسائلة القوية للمسؤولين في الدولة عن جملة ملفات أصبحت تشكل عبئاً حقيقياً على استراتيجية الدولة وتطلعاتها وأهمها التوطين ومفهوم الخدمة الحكومية ورضا المواطنين، الذي تجلى في أكثر صوره شفافية ووضوحاً بإعلان قائمة بأفضل وأسوأ خمس مراكز خدمة حكومية على مستوى الإمارات، وما تلا الإعلان من قرارات حازمة من قبل سموه.