الكتاب الذي غير حياتي

الكتاب الذي غير حياتي

الكتاب الذي غير حياتي

 صوت الإمارات -

الكتاب الذي غير حياتي

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

اقترح أحد الأصدقاء أن نكتب رسالة في عيد الحب لكاتب، أو كتاب، أو صاحب مكتبة، تقول فيها إلى أي درجة أثر فينا أو ترك بصمته التي لم ولن تمحى في مسيرة حياتنا، وأنه لولا ذلك الكتاب أو الكاتب أو صاحب المكتبة لكانت أمواج حياتنا اليوم تتدحرج زبداً على شواطئ أخرى، ولما كانت كما هي اليوم!

اخترت أن أوجه رسالتي لجدتي أولاً ولأول كتاب امتلكته في حياتي، يوم كنت في الصف الخامس الابتدائي، بدأت علاقتي بذلك الكتاب بغيرة طفولية وانتهت باتساع محيط، كان كتاباً صغيراً بين يدي زميلة لي في الفصل، رفضت أن تعيرني إيّاه لأقرأه، وكطفلة في العاشرة من عمري لم أفكر في أي شيء آخر سوى أن أمتلك الكتاب، وقد كان.

بعد محاولات إلحاح على جدتي التي كنت أعيش عندها في تلك السنوات، أخذتني جدتي من يدي وركبنا معاً سيارة أجرة وذهبنا لمكتبة دار الحكمة بجوار البنك البريطاني في ميدان جمال عبدالناصر (بني ياس حالياً)، وهناك كاد يغمى علي حين شاهدت أرفف الكتب تصل إلى السقف، وكان الموظف يتسلق سلماً خشبياً ليصل إلى الرفوف العليا.

كانت جدتي شابة صغيرة (شيء غريب أن تكون الجدة صغيرة) فاصلت البائع في السعر حتى اشترته لي، وحين خرجت معها كنت أمتلك كتاباً لأول مرة في حياتي، بغلاف مصقول يحمل صورة السيدة ماري كوري مكتشفة الراديوم وحائزة نوبل مرتين، يومها لم أفهم معنى نوبل ولا الراديوم بطبيعة الحال، لكنني كنت على يقين بأنني أمتلك كتاباً، ستظل صورة صاحبته ماثلة أمامي حتى بعد 30 عاماً حين دخلت أحد فنادق التشيك لأعرف أنها قضت فترة من حياتها في ذلك الفندق لإجراء تجاربها على عنصر الراديوم المشع.

لقد بقي ذلك الكتاب من أكثر العلامات التي تركت بصماتها في مسيرة حياتي حتى هذه اللحظة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتاب الذي غير حياتي الكتاب الذي غير حياتي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates