بقلم - عائشة سلطان
لدي ثقة كاملة، لا تخالطها أي درجة من الشك في أن مستوى الخدمات الصحية التي تقدم للجمهور في كل مدن ومناطق دولة الإمارات، تتفوق كثيراً على مثيلتها من الخدمات التي تقدم في دول نسميها بالعظمى والمتقدمة والمتحضرة و... إلخ.
وسواء كنت في قلب المدن أم في أطرافها، في الأحياء العامرة أم في القرى والأرياف ونواحي الصحراء، فإن الخدمات هي نفسها، بذات التدفق والكفاءة والوفرة والرقي، وهذا معيار جودة إنسانية ورشد حقيقي في القيادة والإدارة الإماراتية قبل أن يكون معيار تميز وإطراء تعترف به المؤسسات الخارجية.
وفي هذه الأيام الصعبة التي تقاس فيها جهوزية المجتمعات والدول بكيفية إدارتها لجائحة «كورونا» ووفرة إمكانياتها في توفير اللقاحات لمواطنيها، يجد الإنسان نفسه في الإمارات: مواطناً كان أم مقيماً، عربياً أم أجنبياً، أو حتى زائراً في أمان كامل وضمان حقيقي يكفل له الحصول على اللقاح بجرعتيه وفي أفضل الظروف وأكثرها يُسراً وإنسانية.
لقد استغرقت عملية التطعيم التي أجريتها للمرة الأولى زمناً لم يتجاوز الـ15 دقيقة، تسلمت فيها ورقة الإرشادات والتوقيع عليها بالعلم والإحاطة ومن ثم الجلوس إلى الطبيبة أو الممرضة وقياس الضغط وطرح الأسئلة الإجرائية وصولاً إلى التطعيم وتسلم البطاقة الخاصة بذلك، طبعاً ناهيك عن مستوى المراكز التي تجري فيها عمليات التطعيم.
في حين تنقل لنا وسائل الإعلام مناظر مؤذية لطوابير من الناس (في الدول المتقدمة) يفترشون الأرصفة انتظاراً للحصول على الجرعة. عندها لا يسعنا سوى أن نقول: حمداً لله على نعمة الإمارات، يقولها المقيم قبل المواطن، فتستقر إيماناً حقيقياً في النفوس قناعة يصدقها الواقع، بينما تعمل الإدارات أكثر مما هو مطلوب منها ليكون الجميع في أمان من شرور هذا البلاء المستطير.