واشتقنا أن نمشي لا أكثر

واشتقنا أن نمشي لا أكثر!

واشتقنا أن نمشي لا أكثر!

 صوت الإمارات -

واشتقنا أن نمشي لا أكثر

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

تتحدث صديقتان، كأي صديقتين تجريان حديثاً هاتفياً عادياً، فجأة تقول إحداهما للأخرى:

- اشتقت للمشي في الطرقات، كبقية خلق الله!

تجيبها صديقتها مبتسمة، لدي الاشتياق نفسه، للسفر والمطر والمشي في شوارع مظللة بالشجر، ومحتشدة بأصوات البشر وروائحهم، وألوان ثيابهم، لكنني أحاول أن أعلل نفسي بالأمل والفرج القريب!

تجيبها صديقتها، لقد تعبنا يا عزيزتي، ونحن نقاوم بصمت وصلابة، طيلة هذا الوقت الطويل، الذي مر بنا منذ فرض الوباء شروطه على البشرية، وعزل الناس في منازلهم ومدنهم، هذه العزلة البائسة، التي لن تمر بنا مرور الكرام، وستترك ندوباً غائرة في دواخلنا!

- تقول الأخرى بما يشبه السخرية: هل يمكنك أن تتخيلي إلى أي مستوى وصلت أمانينا؟ لقد صرنا نتمنى ما كان يمارسه الإنسان تلقائياً، دون أدنى جهد أو ثمن، أن تخرج من بيتك، وأن تمشي متسكعاً في طرقات حيك أو منطقتك، أن تجلس على مقعد في حديقة تستمتع بنعمة الشمس والضوء والهواء وأصوات الناس، تتحدث إلى جارك، وتراقب أطفالك وأطفال الجيران يتشاكسون معاً، وسط ضحكات تغير مزاج النهار كله.

لقد خلقنا مشائين، عشاقاً للحياة والضوء والهواء، ومشاركة الآخرين، والتحرك معهم في فضاء مشترك بسلام وطمأنينة، وكم نحِنّ لاستعادتها بأسرع ما يمكن، لنعاود حياتنا كما كنا.

- بصوت ملّ المجادلة، قالت إحداهما: لكننا نجد أنفسنا مكبلين في المنازل طيلة الوقت، مشدودين للخوف، وإلى المقاعد، ورسائل التشكيك في كل شيء، مسجونين في صفحات تضيء وتنطفئ على شاشات هواتفنا، وبدل أن نمشي ونتعامل مع بشر من لحم ودم، نلقي التحية بصوت مسموع على من يمر بنا، ونعبر رصيفاً يقع عليه حانوت يبيع الكتب، ندخله كعادتنا، دون أن تكون لدينا رغبة في الشراء، لكنه فضولنا الإنساني، يدفعنا برفق إلى الداخل، لنشتري ما لسنا بحاجة إليه.

تلك هي إنسانيتنا البسيطة، التي اشتقنا إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشتقنا أن نمشي لا أكثر واشتقنا أن نمشي لا أكثر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:47 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:12 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات ساحرة باللون الأحمر لسفيرات "أوميغا"

GMT 15:06 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

معرض "فن كاليفورنيا" يفتتح في مؤسسة "آرت هاب"

GMT 09:50 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ريهام عبدالغفور توضح سر انسحابها من مسلسل الزيبق

GMT 15:40 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

نصائح مختلفة من أجل علاقة دائمة مع شريك حياتك

GMT 10:41 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

ماسك الباذنجان بالزبادي

GMT 13:48 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رودريغيز يتحدث عن علاقته بمدربه الحالي والسابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates