هكذا تخدع الآخرين

هكذا تخدع الآخرين

هكذا تخدع الآخرين

 صوت الإمارات -

هكذا تخدع الآخرين

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

في رواية «العجوز التي حطمت القواعد» تتحدث الكاتبة السويدية كاترين سوندبيرغ عن بطلة روايتها العجوز مارتا نزيلة دار المسنين، فتقول: (في النهاية تقدمت مارتا في السن، وتخلت عن فكرة الأسرة، أن عدم الإنجاب كان له تأثير حزين عليها رغم أنها لم تظهر ذلك، لقد أخفت ألمها جيداً). يمكن للضحك أن يخفي الكثير، لقد اكتشفت أنه من السهل خداع الناس»! مع العلم أن مارتا التي تريد التمرد تبلغ السابعة والسبعين من عمرها!!

كم واحداً منا أو ممن نعرفهم حولنا يشبهون أو يتصرفون مثل مارتا، حتى وهم في ريعان الشباب؟ كم واحداً منا يخفي آلامه وإحباطاته، وتلك الشروخ العديدة التي أصابت قلبه وهو يعبر محطات الحياة، وبدل أن يجلس شاكياً عارضاً آلام قلبه على قارعة الناس، إذا به يلملم أحزانه ويتظاهر كأن شيئاً لم يكن، وبقليل من الذكاء وكثير من الضحك يمكن إخفاء الكثير تحت سجادة الأيام حتى يظنك الناس جبلاً لا تهزه رياح المصاعب؟ كثيرون يفعلون، وبعضهم تعجبه النتيجة فيكمل طالما أن من حولنا يصدقون خدعة الضحكة الدائمة!

والحق أن الناس لا يصدقونك لأنك ذكي أكثر من اللازم، ولا لأنهم أغبياء جداً، إنهم يفعلون ذلك، لأنه لا يرتب مسؤولية من أي نوع ولا يشكل عبئاً عليهم تجاهك وتجاه أزماتك ومشاكلك، وإذن فهم ينخدعون بإرادتهم لأن ذلك في صالحهم! فأنا حين أصر أن أستطلع خفايا نفسك، وأغوص في أزماتك، فإنني أغدو شريكاً في أمرك وهذا يرتب مسؤولية أخلاقية من نوع ما تجاهك، هذا تحديداً ما يتحاشاه معظم الناس، الأصدقاء وبعض الأهل أحياناً، والزملاء دائماً، ولهذا يتحاشى الكثيرون الدخول في علاقات عميقة متخلين عن مظاهر الحميمية والعلاقات القوية!

سيقول أحدكم الآن: ذلك أفضل، ففي مجتمعات الحداثة يكفي الإنسان ما لديه!! وسأقول في اختيار مستوى العلاقات، الصداقة كما في كل شيء تتخذ الأمور طابع القرار، وتعود إلى فهمنا لموضوع القيم وضرورته بالنسبة لكل منا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تخدع الآخرين هكذا تخدع الآخرين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates