بقلم - عائشة سلطان
هل أدركنا بعد أننا نمر بما يمكن تسميته بالثورة الإعلامية والاجتماعية الكبرى في هذه الفترة العصيبة التي فُرضت علينا بكل شروطها وثقلها؟
لقد اخترع الإنسان الكتابة فكانت ثورته الأولى، ثم اخترع الآلة، وبعدها عرف وسائل الإعلام، ثم توصل لاختراع الإنترنت، واليوم نحن في قلب الثورة الخامسة من خلال هذا المخاض العسير الذي فرضته علينا «كورونا»، ما يصدق معه القول «رب ضارة نافعة»، ما يوجب علينا إعادة ترتيب أولوياتنا وفق إمكاناتنا واحتياجاتنا، حيث لم يعد لدينا ما نهدره أو نبذره، لا على صعيد الموارد ولا الوقت أو الجهود.
لقد حققنا إنجازات ضخمة ولدينا قيادة نفخر بها، وتجربة نعتز بها، وشباب نثق بهم، لكن لدينا أيضاً جوانب قصور في مجالات عدة: في استراتيجيات الإعلام، والتعليم، والوظيفة الخاصة، وفي التوطين، والصحافة، وفي نظام التقاعد وتفاوتات المعيشة بين فئات المجتمع، في القطاع الرياضي وقطاع الشباب، والسيطرة المتفوقة لبعض الجنسيات المقيمة على قطاعات اقتصادية وطنية غاية في الحساسية.
هذه وغيرها ملفات لابد من مراجعتها بروية دون حاجة للإنكار أو الرفض، فذلك ليس في صالحنا، بينما المراجعة هي الطريق الأسلم نحو تقوية وتطوير كل المجالات: الاقتصاد، الموارد البشرية، قيم الولاء والمواطنة، والمشاركة.
صحيح أن الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعية هي الأكثر انتشاراً بين الشباب، لكن ذلك لم يمنعهم يوماً من الالتفات للإعلام التقليدي وتوجيه النقد له وبقوة، لأن القصور فيه واضح جداً رغم كل محاولات الخروج به من عنق الزجاجة، لكن انفصال هذا الإعلام عن واقع الناس وهمومهم وهواجسهم قد فاقم الفجوة وخلق حالة من الجفوة تجاهه، ما يستلزم مراجعته بالضرورة، خاصة والعالم كله اليوم يعيش حالة تغيير ومراجعات كبرى!