بقلم - عائشة سلطان
إليكم هذا الخبر أولاً:
«فرنسا تحظر استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين لعلاج مرضى كوفيد - 19، وقد ذكرت دورية لانسيت الطبية البريطانية أن المرضى الذين حصلوا على هذا العقار زادت بينهم معدلات الوفاة وعانوا من اضطراب في القلب!».
هذا العقار هو نفسه الذي روج له الرئيس الأمريكي ترامب بداية شهر مارس باعتباره الدواء الأمثل واعتمده رسمياً. لقد بدا أمراً مثيراً أن يقوم رئيس دولة بالترويج لمنتج طبي، بسبب التعارض الواضح في المصالح بالترويج لشركات تجارية!
والحق أن دولاً تسابقت لإنتاج العقار أو طلبه واستخدامه، حتى جاء إعلان ترامب شخصياً أنه يتناوله يومياً، فأثار الكثير من الجدل والتساؤل عن سبب ذلك، إلا أن ذلك الجدل لم يمنع الكثيرين من الإقبال على شرائه، الأمر الذي جعله يختفي من الصيدليات بحسب الأخبار!
ثم حصل تطور مهم منذ أسبوع تقريباً، عندما صرح الرئيس ترامب بأنه توقف عن تناوله! في ظل عدم وجود موقف واضح من منظمة الصحة العالمية، الجهة المعنية بهكذا أمور طبية!
فكيف يتعين علينا كمواطنين في هذا العالم الذي تمكنت آلة إعلامه العالمية من زرع الرعب في داخلنا، وحجرنا في المنازل ليس لأيام ولكن لأشهر، انقلبت فيها حياتنا رأساً على عقب وتغير كل شيء، بينما واصل الإعلام وبجميع قنواته ضخ عشرات الأخبار والتحليلات والتقارير ذات الصلة بالفايروس وانتشاره وخطورته، دون أن نعرف أي هذه الأخبار والتحليلات نصدق وأيها يمكننا وبكل ثقة اعتباره مجرد فرقعات إعلامية؟
وما يقال عن عقار «هيدروكسي كلوروكين» يقال اليوم عن المبالغة في استخدام القفازات والكمامات وتعقيم الشوارع والمؤسسات واستخدام المعقمات التي اشترى منها العالم بمليارات الدولارات، فأين العلم في كل هذا وأين التجارة؟ أين الطب وأين السياسة؟ وأين يقع بسطاء العالم من كل ذلك؟