حين نكسر وتر الدائرة

حين نكسر وتر الدائرة

حين نكسر وتر الدائرة

 صوت الإمارات -

حين نكسر وتر الدائرة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

تقول صديقتي: أصبحت لا أحتمل المناقشات المطولة وكثرة الجدل، أميل كثيراً للصمت، وحين يحتدم النقاش حولي، أكون آخر المتحدثين، وإذا وجدت الفرصة أكون أول المنسحبين، لا رغبة لي في أن أقنع أحداً بشيء أو أودع دماغي عند أحد ليملأه بما يريد، أفضل مغادرة الطاولة مبكراً.

استمعت إليها بقلق، بل بقلق شديد، لأنني أعرف أي نوع من الصديقات هي، وتذكرت أن معظم الناس في هذه الأيام وفي غيرها يركضون صوب الحوارات، وغرف الدردشة، وجلسات «الزووم» والملتقيات الأدبية، كما يسعون إلى المقاهي والسفر وتجمعات الأصدقاء، إنهم يسعون بدأب نملة إلى من يسمعهم، إلى ما نسميه في دارجتنا المحلية «الونس» أو الاستئناس بالآخر.

وراجعت قناعتي وأنا أستمع إليها حول حقيقة كون الإنسان كائناً اجتماعياً، مستطيعاً بغيره، وكأن علة وجوده مرتبطة بوجود آخر، يكمله ويعززه ويشكل امتداده، كائن وجد وفي تكوينه خاصية التواصل الفطري، وحين يذهب للوحدة فإنه يكون مضطراً، أو حين يلجأ للصمت فلا يفعل ذلك إلا على طريقة استراحة المحارب؛ لأن الآخرين يمكنهم أن يشكلوا عائقاً مكثفاً بينك وبين نفسك أحياناً، وقد يعطلون تواصلك مع طاقة الكون التي تحتاجها.

لكن هذا الإنسان نفسه سرعان ما يعود ليلقي بنفسه في لجة الناس ويوميات الحياة، أياً كان نوع تلك اليوميات ومستواها، ثقافية أو سياسية أو عادية وبسيطة، فالأمر في نهايته يرتكز على الاحتياج والنزعة، والحياة نزعة أكيدة للتواصل، ولذلك خشيت أن تكون صديقتي قد أصيبت في نزعتها تلك.

إن من أسوأ الأشياء التي نفعلها في حياتنا هو عدم أخذ قرار الابتعاد عن الأشخاص الذين يؤذوننا متعمدين استغلال المحبة المخبوءة في داخلنا تجاههم، دائرة المحبة التي تحكم محيطها علينا وتلزمنا؛ لأن نستسلم للأذى، نحتاج أن نكسر ضلعها كي نستمر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين نكسر وتر الدائرة حين نكسر وتر الدائرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates