بقلم - عائشة سلطان
يحلو للكثيرين أن يتحدثوا بحماس شديد جداً حول مسألة سلوكيات بعض تلاميذ وطلاب المدارس اليوم، تلك السلوكيات المنحرفة التي تعبر عن نفسها داخل أروقة المدارس والفصول الدراسية، ويعاني منها المعلمون وإدارات المدارس وحتى الأسر، دون أن توضع لها أي إجراءات تقويمية أولاً، ورادعة ثانياً، فكيف يتحدث هؤلاء المتحمسون يا ترى؟ كيف يقيمون هذه السلوكيات؟ وما هي وصفة العلاج من وجهة نظرهم؟
يعبر الكثيرون عن استيائهم الشديد من وصول سلوكيات العديد من الطلاب إلى درجة سيئة من الاعوجاج والتنمّر، وتعمد الإساءة للمعلمين، وفقدان الرغبة في التعلم وإظهار درجات عالية من اللامبالاة والاستهتار بقوانين وقيم التعليم، إضافة لتدني معدلات التفوق والتحصيل العلمي، وهي نتيجة متوقعة لكل هذه المقدمات، خاصة حين يأتي هؤلاء الطلاب من بيئات أسرية لا تخلو من مشاكل وأزمات حقيقية من حيث درجة رقابتها على الأبناء، ومتابعتها لهم، إضافةً لقصور فهمها لأصول التربية الجيدة، وتوافر القدوة فيما يتعلق بالوالدين، ومستوى التماسك داخل الأسرة.. إلخ.
وإذاً فإن تحليل الكثيرين القائل بضرورة استخدام القسوة والضرب لتأديبهم وتقويمهم يحتاج إلى نظر، ليس رفضاً للعقاب أو دعوة لتركهم يفعلون ما يحلو لهم، ولكن لأن العلاج يجب أن يكون مدروساً ومتكاملاً، أما التهكّم وتوجيه اللوم العنيف لشخص أو لجهة واحدة والمطالبة بإعادة عقوبة الضرب، فلن يعطي تلك النتائج التي يطمح إليها المجتمع.
المراهقون الصغار متمردون بطبعهم، إنهم لا يحبون الالتزام والانضباط، لكنهم حين يحظون بإدارات مدرسية تربوية وصارمة، ومعلمين محترفين يمتلكون مهارات وصلاحيات التوجيه والتقويم، وأولياء أمور يراقبونهم جيداً ويتابعونهم كما يجب، فإن الأمور ستختلف حتماً، فقط لو أن كل طرف قام بما عليه كما يجب.