ما هكذا تتطوّر المجتمعات

ما هكذا تتطوّر المجتمعات!

ما هكذا تتطوّر المجتمعات!

 صوت الإمارات -

ما هكذا تتطوّر المجتمعات

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

التطور في حياة المجتمعات أمر واقع، كما أن التغيير قانون أزلي تقوم عليه الحياة والكون وكل شيء، الجماد فقط هو الذي لا يتغير، هذه حقيقة نعلمها جميعاً.

مع ذلك هناك من يفهم التطور والتغيير كما يحلو له، أو كما تتسع له قدراته العقلية وثقافته والمصالح التي تتحقق له من خلاله، فيبدأ بمهاجمة كل شيء لا يناسبه أو لا يتفق مع مصالحه، بل يذهب إلى حد المطالبة بإقصاء وإلغاء كل ما لا يتفق مع تطوره الذي منحه صوتاً عالياً، ومكاناً لم يحلم به، فأصبح يرى العالم والتطور من خلاله، وما عدا ذلك علينا أن نلقيه وراء ظهورنا!

لنتخيّل أن الأمم العريقة تقدّم سفهاء «السوشيال ميديا» لقيادتها الفكرية؛ لأنهم أكثر انتشاراً ومتابعة، وتلغي تاريخ عظمائها من الفلاسفة والمفكرين والكتّاب والصحفيين والفنانين وقادة الرأي.. إلخ، لأن الشباب لا يقرؤون لهم مثلاً، وبحيث يصبح الناشط العادي في «تويتر» أو «فيسبوك» أو «إنستغرام» أهم من هؤلاء العظماء!

عندما دخلت «السوشيال ميديا» إلى حياتنا كان المجتمع، وما يزال، يحفل بالمثقفين والكتاب والشعراء والصحفيين. ما فعله الإعلام الحديث أنه منح الكثيرين فرصة ذهبية للظهور لم تكن متوافرة بالطريقة ولا بالانتشار والسهولة نفسها في الإعلام التقليدي، وكما قدّم الإعلام التقليدي والرسمي أسماء كبيرة وذات قيمة فكرية وثقافية عالية يشير لها المجتمع بكامل الاحترام، فإن الإعلام الجديد أسهم كذلك في ظهور وشهرة أسماء مقدرة وذات تأثير محمود، في الوقت الذي أسهم في انتشار وبروز كثير من الأسماء الفارغة!

هذه الظاهرة حدثت عندنا كما حدثت في كل مكان، وحده الجهل ونمط الاستهلاك الفائض عن الحاجة، هو الذي أسهم في سطوة الجهال والسفهاء في أماكن مختلفة، بينما الوعي والفهم الحقيقي هو ما يسمح ببروز الأشخاص الموهوبين الذين يمتلكون الوعي والفهم والتبصر العميق، وهو بالضبط ما يقود لفرز بناءً على جودة ما يقدمونه للمجتمع، لا على أساس الضجيج الفارغ وافتعال نقاشات عقيمة بلا أدنى منفعة أو قيمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هكذا تتطوّر المجتمعات ما هكذا تتطوّر المجتمعات



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates