سر العلبة

سر العلبة!

سر العلبة!

 صوت الإمارات -

سر العلبة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

لست من هواة قراءة كتب التنمية البشرية، حيث لا قدرة لديّ على احتمال نصائح مدربي جلسات البرمجة الذهنية والعصبية، عدا ذلك فليس لديّ مشكلة معها أو مع قرائها، فالكتب والقراءة في نهاية المطاف كالألوان والأطعمة والأغاني وطراز الملابس متباينة بتباين طبائعنا وثقافتنا، مع ذلك فقد وقعتُ على كتاب لطيف من هذه الكتب، استوقفتني فيه هذه القصة:

تقول الحكاية: إنه بعد ثلاثين عاماً من الزواج، ظل الزوج يشعر بالضيق كلما دخل إلى المطبخ وأراد أن يعرف محتويات تلك العلبة أعلى الموقد، بينما ظلت زوجته مارتا تمنعه من مجرد لمسها، خشية أن يفتحها بغير انتباه فتنسكب محتوياتها النادرة التي ورثتها عن والدتها، كان يسأل نفسه كيف يمكن لمحتويات علبة بالية أن تكون غالية بهذا المقدار على قلب زوجته، وكيف يمكن لهذه الزوجة أن تحتفظ بها طيلة هذه السنوات؟ لكن الزوجة في كل مرة يحاول زوجها أن يمد يده للعلبة تمنعه بالطريقة نفسها مرددة: يا عزيزي إنها أعشاب خاصة أوصتني والدتي بأن أحتفظ بها وأن أضع منها بضع ذرات كلما طهوت طعاماً لعائلتي! ظل الزوج يمنع نفسه عن فتح العلبة بينما يغالب فضوله الشديد، لكنه بقي معترفاً بتفوق زوجته في كل ما تعدّه من أصناف الطعام متظاهراً بتصديق أن السبب يعود لذلك المسحوق السحري فعلاً، فلا بأس أن يفعل طالما حظي بتلك الوجبات الفاخرة واللذيذة، حتى كان ذلك اليوم الذي مرضت فيه زوجته ومكثت في المشفى، بينما عاد أدراجه إلى المنزل وحيداً.

وحين حان موعد العشاء لم يعرف كيف يتصرف، لكن التفاتة عاجلة صوب العلبة كسرت مقاومة كل تلك السنوات، فتناولها ليعرف أي سر تحويه تلك العلبة!

حين فتحها لم يجد فيها سوى قصاصة ورق كُتب فيها سطر بسيط وبخط بالكاد تمكّن من قراءته: «أوصيك يا مارثا بأن تضيفي قليلاً من الحب إلى كل شيء تصنعينه»، ذاك هو المسحوق الذي يفتقده الكثيرون منا وهم يصنعون حياتهم وحياة مَن حولهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر العلبة سر العلبة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates