بقلم - عائشة سلطان
لماذا يبقى أداء بعض الموظفين وأصحاب مهن مختلفة على حالهم، لا يتطورون نحو الأفضل أو نحو إحداث أثر في واقعهم، حتى وإن كان كأثر الفراشة؟
والسؤال ينطبق على أي شخص يقدم عملاً أو يمارس مهنة أو حرفة، يمكن أن تتطور باستمرار وهي لا تتألق بصاحبها إلا إذا تطورت، لكن صاحبها لا يهتم بتطوير أدواته والارتقاء بفنه مكتفياً بما يكسبه ومن يصفق له ويتملقه!
لا تبدو الإجابة عن السؤال صعبة: فهذا الموظف لم تكن لديه الدوافع أو الحوافز التي تجعله يطور أو يتطور، لأن أحداً لم يوجهه أو يدفعه لذلك، لم يلفت نظره إلى الأخطاء، لم يحدثه بصوت عالٍ وواضح عن حالة (الصفر المتجمد) التي يراوح فيها، ولم يقل له أحد أن طريقتك في العمل تحتاج إلى تغيير، وأن هناك مئة طريقة لعمل أي شيء!
كما لم يقل أحد لذلك المدير إن إدارتك المؤسسة لم تعد صالحة، وإن تسييرك أعمال الشركة بهذا الشكل سيدمرها، لم يقل أحد لذلك الممثل إن التهريج و(الهبل) في التمثيل لن يجعلاك (آل باتشينو) بقدر ما سيحولانك إلى مجرد مهرج. ولم يرفع أحدهم سماعة الهاتف ليقول لذلك الكاتب أو الصحافي إن الكتابة ما لم تحفر في تربة الواقع، فإنها لن تؤسس وعياً، ولن تترك أثراً ولن تغير وضعاً، لذلك على الكاتب أن يطور أدواته ووعيه بالاطلاع والقراءة والبحث.
وإن على مقدم البرنامج أن لا يعتمد على عدم وجود أصوات ناقدة، فلا يدري متى ستنفجر الأصوات في وجهه، إن بقي يكرر نفسه، أما ذلك المخرج الذي تجاسر على فن السينما مقدماً خلطة من الوجوه والحوارات الضحلة، فلا بد أن يفتح الصحيفة ليجد من يتحدث عن كارثة فيلمه التي أصابت ثلاثة أرباع المشاهدين بالملل.