لماذا نحب الكتب

لماذا نحب الكتب؟

لماذا نحب الكتب؟

 صوت الإمارات -

لماذا نحب الكتب

بقلم : عائشة سلطان

لا أتفق تماماً مع البعض من الذين يقولون بأننا إذا اقتنينا أو منحنا كتاباً، وبدأنا في قراءته، فإن علينا أن ننهيه أياً كان مستوى ذلك الكتاب، لأن هذا البعض من القراء من أصحاب نظرية الواجب تجاه الكاتب والكتاب، يقرأون وفق اعتبارات تختلف عما يجب أن تكون عليه قراءة الكتب، فمن قال إننا مجبرون على تجرع قراءة كتاب لأن صاحبه بذل جهداً لإعداده وإكماله؟ إن هذه الفرضية العجيبة تشبه تلك التي تقول بأن علينا أن نتحمل التهام قالب الكيك الرديء أو المحروق، لأن الطاهي بذل جهداً كبيراً في سبيل إعداد القالب!

لنأخذ ما قاله الشاعر الأرجنتيني بورخيس، كما جاء على لسان الشاب الذي كان يتردد عليه ليقرأ له ساعتين كل يوم، يقول بورخيس: (أنا قارئ ينشد المتعة، لم أشأ أن يكون للشعور بالواجب يد في شأن شخصي كشراء الكتب أو قراءتها).

وفي مكان آخر يقول (لم أجد نفسي مرغماً على قراءة كتاب حتى الصفحة الأخيرة)، مع ذلك فقد كان بورخيس يحاضر بكل سعادة عن خلود اللغة عند الشاعر والكاتب الإيرلندي جيمس جويس الذي عدّ كتابه المثير للجدل «عوليس» أعظم كتاب في اللغة الإنجليزية في القرن العشرين، مع ذلك فإن بورخيس لا يخجل من الاعتراف بأنه لم يتمكن من إنهاء كتابه الشهير يقظة فينيكان الذي أمضى جويس 17 سنة في كتابته!

كان بورخيس يعتبر نفسه قارئاً أكثر منه كاتباً أو شاعراً، وهو الذي طالما تخيل الفردوس على شكل مكتبة، كما ذكر عنه كتاب سيرته، مع ذلك فلم يكن يمتلك تلك المكتبة التي نظنها، أو يكونها البعض في بيته لأجل التباهي بمكوناتها.

كان بورخيس مغرماً بالموسوعات والقواميس، وكان يعرف تماماً موضع كتبه في البيت، في غرفته أو حجرة والدته، أو على ذينك الرفين في غرفة الجلوس، أو في حبائب الكتب المكدسة في ممرات شقته المتواضعة التي تهكم عليها كاتب بيرو الشهير باراغاس يوسا، حين قال بعد أن زار بورخيس في شقته «كان يتوجب على المعلم أن يسكن في مكان مختلف عن ذلك»، فحزّ ذلك في نفس الشاعر ورد عليه بقسوة «ربما يحدث ذلك في ليما، لكننا هنا في الأرجنتين لا نميل للتباهي»!!

نحن نقرأ للقراءة، للمعرفة، للمتعة، للامتلاء، لنكون مختلفين، ولنصنع فرقاً واضحاً وقوياً في ذواتنا وشخصياتنا، لذلك فنحن نشتري الكتب حيثما توجهنا، ولذلك نحن نقرأ الكتب التي تصنع لنا ذلك الفرق، وتحقق لنا تلك المتعة، الذين يزينون بيوتهم بالمكتبات يهينون الكتب، ويرفعون شأن غرف الجلوس لا أكثر، لكنهم حتماً لا علاقة لهم بالقراءة، الكتب تمنحنا المتعة وتبهجنا فعلاً، تلك واحد من أعظم أسباب حبنا للكتب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نحب الكتب لماذا نحب الكتب



GMT 20:33 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

ثنائيات الفرجة والحياة

GMT 21:34 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

ليس سهلاً أن تخلق قارئاً

GMT 20:30 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

المرأة.. ليست شيئاً!

GMT 20:36 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

اللغز

GMT 18:57 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

إيقاف «الملك»!

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates