بقلم - عائشة سلطان
نشرت مكتبة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي مؤخراً تفاصيل حوار دار بينه وبين رئيس وكالة ناسا للفضاء في البيت الأبيض، جيمس ويب، عام 1962، كشف أن الرئيس كينيدي تعهد بإيصال أول إنسان إلى سطح القمر، متحمساً لاستكشاف الفضاء، حيث قال في هذا اللقاء: «أعتقد أنه من الرائع أن نعرف المزيد عن القمر، ونحن مستعدون لدفع مبالغ معقولة لاستكشافه».
وللتفوق على الاتحاد السوفييتي يومها، تعهّد كينيدي بأن وصول الأمريكان للقمر سيتم خلال سبع سنوات. وقد نجح التحدي بالفعل عندما تمكن طاقم بعثة أبولو 11 من الهبوط على القمر في عام 1969، لكنه كلف الولايات المتحدة نحو 25 مليار دولار في ذلك الوقت. كان كينيدي يريد أن يوجه أنظار شعبه للعلم والتفوق والفضاء كي تكون تطلعاتهم بلا حدود وباتساع الفضاء.
أن تشعر بأنك في سعي دائم، وأن تتطلع للمستقبل من نافذة القمر أو المريخ ليس بالأمر الهين، إن ذلك يعني أنك تعيد هندسة اهتمامات الشعب، وتوجيه دفة أحلامهم. وهذا ما كان.
كانت الهيبة الوطنية، ورفع مشاعر الفخر القومي للشعب الأمريكي، إضافة للرغبة في التفوق على الاتحاد السوفييتي هي الدوافع الأساسية للذهاب للقمر، ومن يومها والتنافس على الفضاء محتكر لصالح الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا ثم دخلت الصين على الخط، وضمن غزو الفضاء كان المريخ أحد التحديات الكبرى، لذلك شهد الكثير من رحلات الاستكشاف التي باء معظمها بالفشل (46 رحلة منذ الستينيات)!
إذن فالإمارات تتقدم للمريخ وسط تحدٍّ هائل جداً، فقبلها 46 رحلة، فشلت جميعها نظراً لتحديات الرحلة، وهذه واحدة من أكبر الأسباب التي تمنح مسبار الأمل الإماراتي خصوصيةً وحساسيةً كبيرة تجعلنا نتابع بأمل وفخر ملايين الكيلومترات التي سيقطعها خلال الأشهر القادمة ليصل لغايته الكبرى.