أفسحوا لهم الطريق

أفسحوا لهم الطريق!

أفسحوا لهم الطريق!

 صوت الإمارات -

أفسحوا لهم الطريق

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

في معظم مجتمعاتنا العربية، تحتل البيروقراطية وأولئك المتشبثون بالموروث التقليدي في تصريف شؤون الحياة والأدب والسياسة والأعمال، مكاناً صلباً، بل وتتحكم أحياناً كثيرة في مجالات تحتاج إلى غربلة وتغيير جذري. إنهم يعلمون أن الأرض ستنزلق من تحت أقدامهم إذا حدث ذلك، من هنا نفهم سبب محاربتهم لكل جديد أو كل مجدد.

في كل الأزمنة تعرّض المجددون في كل المجالات للإقصاء والهجوم: في الفن، في التربية، الأدب، العلاقات الاجتماعية، دور المرأة، ريادة الشباب، النظرة لأخلاقيات العمل، التوفيق بين الأخلاق والماديات.. وغيرها، ولأن مجتمعاتنا لا تزال تنصت للصوت البيروقراطي التقليدي، فإن الأمور فيها لا تزال خاضعة لأحكام القيمة: هذا صحيح مطلق (من وجهة نظر البعض) نقف معه، وهذا خطأ مطلق (من وجهة نظرهم أيضاً) علينا أن نقصيه ونحاربه!

إن معظم أحكام القيمة هذه مبنية على مقاييس وضعها أشخاص ذات يوم، ومع مرور الزمن تحولت إلى معايير ذات قداسة يجب أن يحتكم إليها الجميع، بل ويجب حمايتها ومعاقبة من يخرج عليها. إن حراس هذه المعايير، غير المكتوبة، هم الذين يجدون في كل ظاهرة جديدة أمراً يخلخل الأرض تحت أقدامهم، ويفقدهم الكثير من هالة المكانة التي صنعوها أو صنعتها لهم تلك الأحكام! حدث مع بدايات ظهور مواقع التواصل، وهجرة الإعلام إلى فضاء الإنترنت، أن أسس الشباب لأنفسهم قنوات ومدونات وصحفاً ومواقع إلكترونية، حيث وجدوا في ذلك الفضاء فرصة لإبداعاتهم وإطلاق آرائهم وأصواتهم، وذلك عندما لم يفسح لهم الإعلام التقليدي الطريق للحضور فيه، نظراً لاختلاف مرئياتهم وأفكارهم وأصواتهم، والتقليديون بشكل عام لا يرحبون بالصوت المغاير والرأي المختلف، لذلك هاجموا أولئك الشباب في فضائهم الجديد، وأطلقوا أحكام الصواب والخطأ عليهم، ولا يزالون، وهذا بالتحديد ما يعرقل مشروعات الحداثة والإبداع والمغايرة لدى معظم شباب العرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفسحوا لهم الطريق أفسحوا لهم الطريق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates