بقلم - عائشة سلطان
استكمالاً للموضوع المثار حول «الاستقلال المادي» الذي وجدت تفاعلاً كبيراً معه من قبل الكثيرين، أتمنى أن نتفق على مسألة ضرورية لا تحتاج إلى جدل منا، وهي أن معظمنا، نساءً ورجالاً، قليل منا المستقل مادياً، وغير الواقع تحت ضغوط تتحكم في قراراتنا وحياتنا وآرائنا. إن معظمنا مدين للبنوك مثلاً، وهذا بحد ذاته أمر في غاية التعقيد ومؤثر جداً في علاقاتنا وجودة حياتنا وسلاسة حركتنا في الحياة!
وكما أن معظمنا مدين للبنوك، فنحن كذلك مدينون بالولاء لكبار الشركات والمؤسسات بحكم عملنا فيها أو عمل أشخاص نعرفهم أو مرتبطين بهم، هذه المؤسسات تمنحنا الوظيفة والراتب وقد تسلبهما منا بكل سهولة، وهذا واقع في كل مكان في العالم، وهو أحد المجالات التي تؤثر فعلاً في درجة استقلالنا المادي؟
ماذا نقصد بالاستقلال المادي؟ هو أن يكون لديك المال الكافي الذي تديره بنفسك، ويضمن لك ألا تحتاج أو تقع تحت رحمة أحد، هذا لا يتوافر للجميع، لكن الذين يمتلكون مرتبات جيدة يمكنهم الادخار، وهنا علينا كأسر ومجتمع أن ننمّي سلوك الادخار على جميع المستويات، إضافة للحد من سلوك الاستهلاك البذخي غير المنطقي، وبذلك نجعل مصروفاتنا أقل من دخولنا لتحقيق ادخار جيد على المدى البعيد، وهذا مهم جداً في قضية الاستقلال المادي.
علينا الإقرار بأن الرجل الذي يخشى من الاستقلال المادي لابنته وزوجته؛ لأنه يعتقد أن ذلك سيحولهما إلى كائنات متمردة لا يمكن التحكّم فيها، عليه أن يراجع آليات تربيته لابنته وطريقة تعامله مع زوجته، فالمرأة المستقلة مادياً هي امرأة قوية وواثقة ويعتمد عليها، إذا كنا قد أعددناها جيداً، ومنحناها تلك المساحة الضرورية من الحرية الواعية والملتزمة التي تستطيع أن توظفها لصالح نفسها وأسرتها ومجتمعها.