بقلم - عائشة سلطان
عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أظهرت أحدث دراسة للشباب العربي في 17 دولة عربية، أن نصف الشباب العربي تقريباً يفكر بالهجرة من بلده، إنه لأمر مؤلم أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة، مؤلم حين لا يجد الشاب العربي وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه».
إن 77% من الشباب العربي يعتقدون بوجود فساد حكومي في بلدانهم، و87% منهم قلقون بشأن البطالة في بلدانهم، هذا ما أورده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بحسب استطلاع الرأي الذي حاول تحليل أنماط التفكير عند الشباب العربي فيما يتعلق بأوضاع بلادهم ومدى ما تتمتع به هذه البلدان من استقرار وشفافية وحوكمة، لذلك فإنه ولسنوات طويلة سعى هؤلاء الشباب للهروب من أوطانهم بمجرد أن تتوافر لهم ظروف الهجرة إلى الغرب دائماً.
لقد ظلت الولايات المتحدة النموذج الأمثل لأحلام الشباب العربي، وكانت تقدم لهم ذلك الحلم الأمريكي العذب الذي يحقق لهم كل ما عجزت عن تحقيقه بلدانهم (الحريات، العمل، الحياة الكريمة..)، أما اليوم فإن الإمارات هي البلد المفضل للعيش لـ 46% من الشباب العربي، تليها الولايات المتحدة بنسبة 33%، ثم كندا وبريطانيا وألمانيا، هذا ما جاء في صفحة سموه على «تويتر».
إنه لأمر مؤسف ومؤلم أن تظل بلداننا العربية طوال قرن كامل، منذ سنوات ما بعد الاستقلال وحتى اليوم، تدور حول نفسها لتنتج نفس ظواهر التخلف والتأخر وإهدار الكرامات الإنسانية وقمع الحريات. وحين نقرأ إحصاءات البطالة، وموقع الدول العربية في قوائم حريات الصحافة، ونسبة إنتاج الكتب والمقروئية العامة، نعرف لماذا يسعى هؤلاء الشباب للهروب من المناخات الخانقة لمناخات أكثر حرية وأماناً.