ثنائيات الفرجة والحياة

ثنائيات الفرجة والحياة

ثنائيات الفرجة والحياة

 صوت الإمارات -

ثنائيات الفرجة والحياة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

في كل حياتنا، في تعاملاتنا مع الناس ومرورنا أو تقاطعنا مع الأشياء، هناك من يشعرنا بالألفة وما يدفعنا للفرجة فقط، هناك ما هو قابل للاستعمال أو التعامل وهناك ما هو ضد اللمس، نقف كثيراً أمام حوانيت فخمة ذات واجهات عرض لا يمكننا أن نشيح ببصرنا عنها، لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن ندخل لنشتري منها شيئاً!

وكما يحدث أمام واجهات المحلات التجارية أو في داخلها يحدث لك أن تدخل بيت قريب لك أو أحد أصدقائك، فتشعر بنفسك وكأنك في بيتك تماماً، لا وجود لحاجز من أي نوع، فأنت والتفاصيل مؤتلفان منذ النظرة الأولى.

في بيوت أخرى يحدث أن لا نأتلف معها مهما كان مقدار بذخها وفخامتها، ومهما حاولنا إجبار أنفسنا على ذلك، هناك إذن بيوت نستخدمها ونألفها إنسانياً وبيوت نتفرج عليها وعلى ساكنيها ثم نخرج دون أن نؤسس أي علاقة أو رغبة في القرب من أي نوع!

ليست المسألة في مستوى البذخ أو الرفاهية ولا في القيمة المادية، فنحن نذهب لأفخم المتاحف لكننا لا نسكنها حتماً، ونتفرج على الممثلين وعارضي الأزياء ومقدمي البرامج والنجوم وفتيات الإعلانات لكننا لا نصادقهم ولا نتزوجهم ولا نصحو لنجدهم جيراننا أو أصدقاءنا الذين من الممكن أن نثرثر معهم حول طاولة الغداء، المسألة في الذي ينتمي إليك وتشعر أنك جزء من عالمه، في من يشعرك بأنه يشبه مزاجك، أو تفاصيل بيتك وطقوس صباحاتك ونزوعك للتلقائية.

في نهاية الأمر الحياة كلها هكذا، ثنائيات بلا نهاية، أشياء تستعملها وتندمج فيها بلا مقدمات وأشياء تقف أمامها متردداً تتفرج ثم تنسحب وتمضي، تعلم أنها لفرجة الجميع، وليست لك أنت فقط، كالمتحف، كصور المجلات، كالبيوت الأنيقة في الإعلانات العقارية، كالبشر الذين يشبهون عرائس من فخار منقوشة برسومات زاهية، لا تعنيك ولا تشبهك لكنها جميلة للفرجة فقط.. وقابلة للكسر سريعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثنائيات الفرجة والحياة ثنائيات الفرجة والحياة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates