بقلم - عائشة سلطان
على طريقة كيف تتقن الإنجليزية من غير معلم، وكيف تتعلم اللغة الفرنسية في أسبوع، قال مدير إحدى الجامعات إنه تم تدريب معلمي الدولة ودول مجلس التعاون وبعض الدول العربية على تقنيات التعليم عن بعد في مدة وجيزة على طريقة التحدي نفسه (كيف تصبح معلماً عن بعد خلال 24 ساعة؟) و(كيف تحضر درساً افتراضياً خلال 24 ساعة؟)!!
ولأن مدير الجامعة يعلم يقيناً أن الـ24 ساعة لن تخلق معلماً يتقن أو حتى يلم بتقنيات هذا النوع من التعليم فقد أرفق كلامه بهذه النصيحة (إن التدريب والتعليم المستمر مدى الحياة لا بد من أن يكون نهج المعلمين والأكاديميين خلال المرحلة القادمة) ما يعني أن 24 ساعة لن تكون كافية للإلمام إلا بالقليل، وشخصياً أعرف معلمين لا يجيدون التعامل مع برامج الكمبيوتر نهائياً، فكيف كان أداؤهم يا ترى؟
وكما المعلمين، كذلك أولياء الأمور الذين اتضح من التجربة أن الجزء الأكبر من المسؤولية وقع على كواهلهم، وأنهكهم بشكل لا يعلمه إلا من عايش الحالة، كما أنهك الطلاب وتحديداً تلاميذ المراحل الدنيا، وهنا وجب التفريق بين أمرين: أولاً انتقاد التجربة لا يعني فشلها أو عدم الاستفادة منها. ثانياً: كل تجربة جديدة تحتاج إلى تقييم مستمر وتصحيح دائم لنتمكن من تحقيق أكبر قدر من الاستفادة منها. وهذا يتطلب الاستماع جيداً لآراء الجميع: المعلمون، الطلاب، وأولياء الأمور.
هؤلاء هم من عايشوا التجربة بشكل حقيقي، وعرفوا كل تفاصيلها، ولديهم من الثقة ما يمكنهم من تحديد إيجابيات وسلبيات ما مروا به، لذلك فإن على الوزارة قبل إقرار أي شيء يتعلق بتطبيق التجربة بأي شكل لاحقاً، أن تشكل لجنة تقييم من كل هؤلاء لتتمكن من بناء تصور سليم واتخاذ القرار الصحيح.