بقلم - عائشة سلطان
يذكر أندرو جرانت في كتابه من قتل الإبداع؟، بأن آخر الأبحاث تشير إلى أن «متوسط مستوى الذكاء يرتفع مع كل جيل» وهذه، بالمناسبة، معضلة كبيرة، وتحدٍ ليس سهلاً بالنسبة لمجتمعاتنا العربية، شديدة المحافظة والتوجس، وتحديداً تجاه الحريات!
تكمن إشكاليتنا مع الإبداع في أنه بينما تزايدت معدلات الذكاء لدى الأجيال الجديدة في العقدين الأخيرين مثلاً، فقد بقي مستوى الإبداع راكداً، بسبب عوامل متداخلة ومعقدة يأتي على رأسها: تدني مستويات المعيشة اقتصادياً، تزايد التطرف، انخفاض سقف الحريات وبالتالي الخوف من التعبير، استمرار عدم الاستقرار السياسي في المنطقة واستهلاك الموارد الوطنية في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف.
لقد كنا أكثر إبداعاً في طفولتنا، ثم بدأنا نفقد الكثير من حِسَّ الإبداع بمرور الوقت، وحين التحقنا بالمدرسة كانت لدينا الكثير من الأفكار والأحلام التي تخلينا عن معظمها لأن أحداً لم ينمّها لدينا أولاً، ولأننا تعلَّمنا على أيدي معلمينا أهمية أن نكون «على صواب كما يريد الكبار» بدلاً من أن نكون مبدعين!
اليوم أصبحت الدول والحكومات تتجه نحو تشجيع الإبداع والاستثمار فيه، لأن التفكير الإبداعي مورد متجدد غير قابل للنفاد، ولأنه يقدم الكثير من الحلول والبدائل التي تمكِّن الناس من التعامل مع المشكلات الطارئة في كل مجالات الحياة بطرق أكثر ابتكاراً.
إنه عندما توجد أنظمة تقيِّد حرية الفكر كما يذكر «أندرو جرانت» لا يملك الإبداع فرصة للازدهار، وبالتالي المساهمة في دفع عجلة حياة الأفراد والمجتمعات للأمام وللأفضل. وعليه فليس أمام هذه الحكومات حل آخر سوى إطلاق الحريات، لأنه بدون التفكير الإبداعي لن نتمكَّن من التعامل مع المستقبل، وسنبقى دائماً عالقين في الماضي، ما يعني أننا لن نتمكن من البقاء، أو إن بقينا فسنكون في آخر القائمة.