بقلم -عائشة سلطان
هل صحيح أن النساء أصبحن آمنات لا يخفن من أي طارئ بعد اليوم، لأنهن تحققن بما فيه الكفاية كذوات إنسانية في كل العالم؟ هل نالت المرأة البسيطة جداً، التي لا تعرف الطريق إلى المراكز التجارية الفارهة، ولا تحمل حقيبة ثمنها 30 ألف دولار، ولا تجلس كقطة سيامية كسولة تحت أيدي مصففي الشعر، حقوقها وكامل احترامها فعلاً؟
المرأة التي تتحمل كل يوم مهمة حفظ الحياة واستمرارها، والتي تبقى منغرسة في تربة البيت كسنديانة حين يهرب الزوج أو يغيب أو يتخلى الجميع عن مسؤولياته، المرأة التي تضحي بكل شيء لأجل أبنائها وبيتها، المتمددة في تربة الوطن العربي كشريان حياة لا ينقطع، وكجذر تاريخ لا نهاية له!
يا ترى ممَّ تخاف هذه المرأة في نهاية اليوم أو في أواخر أيام العمر؟ ما الذي تحتاج إليه حقاً ويشكّل هاجسها الحياتي والوجودي؟ إن ما يُقلق هذه المرأة ليس شيئاً واحداً سهلاً ملقى هكذا على أبواب الصالونات الفخمة، ولا في صفحات الأبراج والحظ في المجلات النسائية!
الزواج والطلاق والبيت والأبناء ليست هي الهواجس الحقيقية، الإحساس بالثقة والأمان ضمن هذه الاحتياجات الرئيسة هو الهاجس، تتزوج المرأة لتعيش في عمق الأمان، فإذا اهتزت حياتها لجأت إلى عائلتها بحثاً عن السند والأمان، لا يُقلق المرأة شيء بقدر ما يقلقها أن تعيش على هامش الحياة، بالتماس مع رجل لا تريده، ولكنها مجبرة على المحافظة على الحياة معه خوفاً من فقدان كل شيء، تفضل بعض العائلات أن تعيش بناتها حياة تعيسة في حقيقتها مع زوج لا تريده، فذلك أفضل من أن تحمل لقب عانس أو مطلقة!
شعار بعض الأسر «ليس لدينا بنات مطلقات»، ولكن لا بأس عندهم من وجود بنات معذبات، يتعاطين عقاقير مضادة للاكتئاب! أي أمان هذا وأي سعادة وأي قوة وأي حقوق؟
كم امرأة لجأت إلى أسرتها لتنصفها من زوج عصابي، مجنون بداء الغيرة، بخيل، سيئ الطباع، مقصّر في حقوقها، يرتكب إثم إهانتها كل يوم بمنتهى البساطة كما يدخن سيجارته ويمضي مطمئن البال، وحين شرحت معاناتها كان الجواب: الصبر مفتاح الفرج، وكأنها تعيش بشكل مؤقت أزمة عطل مفاجئ أصاب المصعد، بينما أزمتها مصعد معطل ومعلّق في منتصف المسافة بين الموت والحياة، والأمر خارج مدار الصبر والفرج!
نقلا عن البيان