ماذا تُخفي هذه الصرعات

ماذا تُخفي هذه الصرعات؟

ماذا تُخفي هذه الصرعات؟

 صوت الإمارات -

ماذا تُخفي هذه الصرعات

بقلم - عائشة سلطان

هل تريد أن تعرف كيف ستغدو ملامح وجهك بعد 40 عاماً؟ إذا استولى عليك الفضول وأردت أن تعرف، فإنك بلا تردد ستذهب مباشرة للحصول بمجانية متناهية على أحد البرامج «الذكية» الشهيرة هذه الأيام، لترى بنفسك ما سيؤول إليه حال وجهك.

البرنامج المجاني هذا يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليقدّم لك تصوراً لوجهك خلال 40 عاماً، معتمداً على شبكات عصبية تقوم بتعديل صورة الوجه، ما مكّنه من جذب اهتمام الناس بشكلٍ لافت، فالجميع مسكون بهاجس محاربة الشيخوخة والحفاظ على ملامح شابة وجسد فتي، وهو ما يفسر تنامي تجارة مواد العناية بالبشرة، والجراحات التجميلية، ومراكز اللياقة والأدوات الرياضية، ما يجعل فكرة الخلود الأسطورية تعود بجميع تجلياتها لتسيطر على الناس بأشكال متجددة، حتى إن بدت افتراضية هذه المرة!

اللافت أكثر والذي يدفع للتساؤل هو: كيف يتحوّل الأمر من مجرد حالة فضول بين عدد من المراهقين إلى موجة عارمة تجتاح العالم من جهاته الأربع؟ فقد احتل هذا التطبيق (تغيير ملامح الوجه) المركز الأول من حيث تداوله بين الناس في معظم دول العالم؟ وهو ما حوّله إلى خبر رئيس على منصات التواصل والمواقع الإلكترونية، وكذلك الصحف الرسمية، والأدهى أن يتحوّل إلى فتوى شرعية ونصيحة طبية وتحليلاً أخلاقياً بين علماء السلوك الإنساني؟

هذا البرنامج، الذي ينتظر مؤسسه ثروة هائلة من وراء هذا الانتشار، يتغذى على فكرة التفاهة العالمية التي تجعل من سطل الثلج، ورقصة في الطريق العام، وكيس القمامة، وغيرها، دلائل حرية وحداثة إنسانية! هذه التفاهة التي تحوّلت إلى واحدة من الأفكار المتفشية بين الناس، والتي يتم التعبير عنها كحق طبيعي عززته التكنولوجيا، ليس تكريساً لحقوق الإنسان، وإنما لتحصيل مصالح مادية هائلة من خلال المتاجرة والتعدي على صور الناس وخصوصياتهم وإن تم برضاهم الكامل، فالناس كما هو ملاحظ يتنازلون عن خصوصيتهم كلما أمعنوا في المطالبة بحقوقهم، وهنا يقع الخلط وتظهر الغرابة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تُخفي هذه الصرعات ماذا تُخفي هذه الصرعات



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates