بقلم - عائشة سلطان
كيف تعوّدت على كل ما تمارسه خلال اليوم؟ كيف اعتدت على ردات الفعل نفسها في المواقف التي تواجهك؟ كيف تعلمت أن تفعل الشيء نفسه دوماً، وتستحضر الكلمات والانفعالات ذاتها دائماً؟
الإجابة قد تكون عند معظمنا بحكم التعوّد، أو لأن العادة تقتضي أو تلزمنا بهذه التصرفات، وقد تكوّنت هذه العادة أو العادات بالتكرار الذي جعلها تنتقل من سلوك خارجي إلى تفكير شعوري في داخل جهازنا العصبي الذي يستجيب للفعل مباشرة بنفس الطريقة في كل مرة نفعل بها ذلك الفعل! لذلك نقول إن الخلاص من العادات أمر في غاية الصعوبة، والاصطدام بها يولد ردات فعل قوية عند أصحابها!
مع ذلك، فهناك من ينصحك بأن تحاول وتعلِّم نفسك قدر استطاعتك أن تعوّد نفسك على ألا تتعوّد! قد يبدو الأمر غريباً للبعض، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حينما أورد هذا القول، كان يعلم يقيناً أن التغيير بقدر ضرورته فإنه من السلوكيات الصعبة على الأفراد كما على المجتمعات، لذلك يقول في كتابه «ومضات من فكر»: «تعوّد على ألا تتعوّد»!
تعوّد ألا تعطي عقلك للآخرين ليقولبوه كما يشاؤون، لا تجعل من نفسك قالباً تصب فيه أفعال الحياة، ثم تتجمد بداخله بعد أن تعطيه تلك المشروعية والقداسة التي تحول الفعل العادي إلى عادة مهابة لا يمكن تغييرها!
كل ما عليك حسب نصيحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن تحرر نفسك من حالة الاعتياد، من السقوط في دائرة الروتين وإعادة إنتاج الزمن دون تغيير، لأن أول ما يقف في وجه التغيير هو التمترس خلف الخوف من اختراق العادة التي نخاف القفز فوقها، ومحمد بن راشد كقائد فذّ بنى تجربة عظيمة من مبدأ القفز فوق السائد يقول لك: «تعوّد على ألا تتعوّد».