بقلم - عائشة سلطان
وأنت تقرأ كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأخير (قصتي)، تشعر كأن كاتب السطور يسرّ في أذنك بأهم أسرار دبي، يوصيك، ويحدثك، ويخصك بكل ما يقوله، تشعر بأنه اختارك ليحملك ميراثاً عظيماً، أن يمنحك 50 عاماً من التجارب، و185 عاماً من البحث عن دبي المدينة الأيقونة، الرمز الماثل للبناء والتغيير العبقري وإرادة الإنسان القادر حين يؤمن بنفسه وحقه.أحسست وأنا أقرأ الكتاب بأنني في حضرة حكيم وفيلسوف وقائد مختلف لن يتكرر، وأنه إذ يكتب تجاربه فإنما يحدثني .
كما يحدث كل شعبه ليمنحنا الأسرار وخارطة الطريق، وكل ما لم يعشه أبناء جيلي مما مرت به دبي وأهلها من تجارب وأفراح وأتراح، من العواصف إلى الحرائق، ومن سباقات الخيل الأولى إلى مباحثات مضنية مع بريطانيا العظمى للمطالبة ببناء المطار، ومن تأسيس المستشفى الأول والميناء الأول إلى ما أصبحت عليه دبي اليوم.
يختصر سموه أسطورة دبي قائلاً: «دبي ليست صدفة، دبي ثمرة رحلة استمرت أكثر من 185عاماً، هي قصة طويلة من الكفاح والتغلب على المخاطر التي هددت وجودها واستمراريتها».
ما مرت به دبي منذ الثلث الأول من القرن التاسع عشر حتى اليوم، هو ما صنع تجربة دبي وصقل مؤسسة الحكم فيها وقوّى إرادة شعبها، وهو ما أعلى عتبتها في عالم الازدهار، وبلا شك فإنه أرسى دعائم دستور دبي غير المكتوب الذي حرص سموه على أن يبسطه أمام شعبه وقرائه عبر 50 قصة رائعة، نقل من خلالها تجربته وتجربة دبي.
إن أهم مرتكزات ذلك الدستور تؤكد على العلاقات المتوازنة مع الجميع بانفتاح واحترام كاملين، مع البحث الدائم عن مصادر دخل متنوعة ودائمة، على قاعدة الانفتاح، وتحرير التجارة أمام الجميع والترحيب بكل من يريد أن يضيف شيئا لاقتصادنا، لذلك، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فإن دبي وأهلها يعملون ويتطورون بصمت دون أن يملؤوا الكون ضجيجاً فارغاً، لذلك فإنهم لا يعادون أحداً وليس لأحد عذر في معاداتهم!