الكاتب ليس قطاً كسولاً

الكاتب ليس قطاً كسولاً!

الكاتب ليس قطاً كسولاً!

 صوت الإمارات -

الكاتب ليس قطاً كسولاً

بقلم - عائشة سلطان

يحتاج الكاتب دائماً إلى أن يبقى ممتلئاً بالمعلومات وبالشغف والتجدّد، لكي يستمر متدفقاً ومتصلاً ومتواصلاً مع نبض الحياة، ومع الواقع الذي يكتب منه والناس الذين يكتب لهم، إنه يشبه الماء في علاقته مع الكل ومع المفردات حوله: إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ.الكاتب المتصل الذي لا يَمِلُ ولا يُمَل هو ذلك الكاتب شديد الانسياق وراء المعرفة والفضول والمختلف، المولع بالقراءة، وبالسفر والتجوال والمسكون بالأسئلة، فالكاتب الخالي من الأسئلة خالٍ في حقيقته من كل شيء: من الإيمان بما يقول، من الاستعداد للذهاب حتى آخر الشوط مع قناعاته، فإذا تحدث أو كتب فإنه لا يقول شيئاً!!

إن أي كاتب حقيقي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد كي يتحقق شرطه ككاتب كما يتحقق شرطه كإنسان، لذلك فهو بحاجة دائمة إلى «كتب التاريخ والفلسفة والشعر، إلى قراءة الروايات، ومشاهدة الأفلام، إلى السفر والعلاقات المتدفقة، إلى زيارة متاحف الفنون، الذهاب إلى الأوبرا، وأحياناً للالتحاق بأحد فصول اليوغا أو تعلم لغة جديدة والاستماع للموسيقى..». وحين ستعبر كل هذه الروافد مسارب ذهنه سيكون مستعداً للكتابة وسيكتب كأفضل ما يريد، المهم أن لا يتعجل وأن ينتظر قليلاً حتى يصفو ذهنه ويصل إلى حالة الامتلاء! المهم أن لا يكتب لأن عليه أن يكتب، فهذه ليست كتابة حقيقية، هذا إكراه النفس على الكتابة، وهي كتابة محكومة بالفشل حتماً!!

مشكلة كثير من الكتاب (وكلنا نمر بهذا الحال مكرهين)، أنهم يكتبون بشكل روتيني كما يذهبون للعمل يومياً ويحيون زملاءهم ببرود، كما ينهضون في السادسة بتثاقل وينامون في العاشرة مكرهين، بينما الكتابة الحقيقية ضد الروتين وضد القوالب والتنميطات الاجتماعية.

الكتابة فعل حياة أو هي فعل يوازي الحلم بحياة مختلفة، أنت لا تشربها كفنجان قهوة بارد، ولا تناديها فتأتيك بنعومة كقط المنزل الكسول. الكتابة تأكلك.. تتغذى عليك وعلى عقلك وأعصابك لتكون مبهرة كما يجب.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب ليس قطاً كسولاً الكاتب ليس قطاً كسولاً



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates