لحظة فرار

لحظة فرار

لحظة فرار

 صوت الإمارات -

لحظة فرار

عائشة سلطان
بقلم - لحظة فرار

استغرق مني الأمر وقتاً طويلاً في التأمل، فليس من السهل أن يقدم إنسان على جريمة قتل، فكيف به أن يقرر قتل نفسه؟ حاولت أن أتخيل نفسي قريبة منها لأنقذها من تلك اللحظة التي كانت تستعد فيها لتدفع بجسدها في الهواء، وقبل أن تنزلق في الفراغ الذي لا رجعة منه، ولا نهاية له سوى ذلك الارتطام الذي سيحيل جسدها إلى مجرد حطام، وجسد متخم بالرضوض والدماء، وحتماً بلا حياة!

كيف أمكنها فعل ذلك، بدا الحادث بالنسبة لي غير معقول أو غير منطقي، يقول الخبر الذي نشر في إحدى الصحف المحلية: «إن فتاة في الرابعة عشرة من عمرها لم تتحمل قسوة الحياة في ظل خلافات الوالدين، وتنمّر زملاء المدرسة، وقسوة ملاحظات والدها، فما كان منها سوى أن قذفت بنفسها من ذلك العلو الشاهق»، كيف؟ وما الذي يمكن أن يكون سبباً في انتحار طالبة صغيرة؟

وما بين الإصرار على البقاء رغم كل شيء وما بين الموت، لحظة قصيرة مقتطعة من حساب مجهول، لحظة فارقة وغير مرئية، لكنها لا تستغرق سوى ثوان، إنها لحظة القرار، أو لنسمّها لحظة الفرار النهائي، والأمر سيان، فلا رجعة من أو عن أي منهما!

إن الذين ينتحرون لم يمنحوا أنفسهم وقتاً، أياً كان عنوانه أو مدته، للتفكير في أولئك الذين سيتلقون خبر موتهم؛ أمهاتهم، آبائهم، أحبتهم، أصدقائهم، ذلك أنهم لا يكونون لحظتها في أي دوائر مشتركة مع أحد، أين يكونون؟ تمنيت لو أعرف.

لقد ترك في نفسي أثراً بالغاً، مشهد الأم وهي تقود سيارتها مقررة الانتحار ومصطحبة ابنتها ذات الـ9 أعوام لتموت معها، في المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً في هذه الأيام «مناورة الملكة». وصحيح أن الصغيرة قد نجت من الموت، لكنها لم تنج من أمها طوال حياتها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة فرار لحظة فرار



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:54 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

غوغل تُتيح فتح الحسابات بـ"بصمة الإصبع" دون كلمة مرور

GMT 05:32 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

الملابس المزينة بالسلاسل الذهبية لإطلالة أنيقة في 2019

GMT 02:55 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض الكويت الدولي الـ39 للكتاب الأربعاء

GMT 21:02 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وفاة والدة عبد الفتاح الجريني بعد صراعٍ مع المرض

GMT 06:08 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

منصور بن زايد يصدر 4 قرارات مهمة في نادي الجزيرة

GMT 03:05 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

رواية "كاراكاس" رحلة بين الثقافتين المصرية والفنزويلية

GMT 17:34 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى تمكين أحمد الفيشاوي من رؤية ابنته

GMT 23:41 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

"آبل" تحضر لمؤتمر WWDC 2013 بتعليق لافتات عن "iOS 7"

GMT 17:32 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

خالد الجريسي نائبًا لرئيس اتحاد الفروسية

GMT 13:50 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ محمد بن زايد يأمر بتحديـث سياسـات الإسكان

GMT 17:00 2013 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

إطلاق أوبريت "القدس أرض الأنبياء" من بيروت

GMT 21:06 2017 الجمعة ,21 تموز / يوليو

كريم أكروف يقدم تشكيلة من الأزياء الجزائرية

GMT 20:06 2013 الإثنين ,26 آب / أغسطس

صدور كتاب "حكايات عابر سبيل" عن دار المصري

GMT 22:18 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

ظاهرة فلكية غريبة ترصد لأول مرة على كوكب المريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates