روايات محفوظ وقصص ماركيز

روايات محفوظ وقصص ماركيز

روايات محفوظ وقصص ماركيز

 صوت الإمارات -

روايات محفوظ وقصص ماركيز

بقلم _ عائشة سلطان

الذين لا يوافقون على مقولة الناقد الشهير لوكاش صاحب مقولة «الرواية ابنة المدينة»، يعتبرون الرواية تعبيراً مكثفاً لحالة الوعي عند الكاتب، يستخدمها ليسرد أو يعكس فيها رؤيته أو خبراته الحياتية أو تجاربه، أو فهمه أو قناعاته بعيداً عن كونه يسكن قرية أو مدينة، وبعيداً عن كون الحدث المحكي عنه في الرواية يقع في قرية أو مدينة، والحقيقة أن الأمر ليس بهذا التبسيط أو البساطة.

إن القرية شكل من أشكال التطور الحضري عند الإنسان، وهي في مجموع علاقاتها الداخلية تمثل حالة إنسانية أقرب للبساطة والركود، أما من حيث العلاقات فهي علاقات أفقية خالية من أي عمق، أما تركيبة البشر فغير معقدة.

كما تقتضيه بنية الرواية، إن القرية تجمع إنساني بعيد عن تشابكات المدينة وتعقيداتها، وهو ما لا يساعد على توليد رواية، بينما المدينة فيها من البشر والعلاقات والتنوع والتعقيدات وتناقضات الخير والشر، ما يجعل التعبير عن كل ذلك متاحاً ومفتوحاً وضرورياً عبر هذا الفن العظيم المسمى بالرواية!

اليوم لم تعد الرواية مجرد ابنة للمدينة، أظنها قد تجاوزت المدينة نفسها فيما يتعلق بكونها ابنتها أو متحدثة باسمها، صارت الرواية أكبر وأقوى تأثيراً وأثراً، لقد أصبحت حافظتها وسجلها ومتحفها، ففي آلاف الحكايات والقصص وعلى ألسنة الأبطال تستقر مئات من أسماء المدن والأحياء والأزقة، ربما لم يعد أكثرها على قيد الجغرافيا، اختفى، صار نسياً منسياً، لكنه محفوظ هناك في الروايات: كروايات نجيب محفوظ عن القاهرة وحنا مينا عن اللاذقية وغيرهما.

هناك أيضاً القصة القصيرة، هذا الفن المظلوم أمام سطوة انتشار الرواية، فحين قرأت للوهلة الأولى للعظيم ماركيز مجموعته القصصية المعنونة بـ(اثنا عشرة قصة مهاجرة) قلت إن ماركيز روائي عظيم، لم ينجح في كتابة القصة القصيرة لأنه لم يقدر على نزع معطف الرواية عن كاهله، لكن بعد أن مضيت في القراءة عرفت أين تكمن عبقرية الرجل، إنها في مذاق ماركيز، في المدينة وأسماء النساء والرجال، في الأحداث الغريبة والسحرية التي لا يمكن أن توجد إلا في عوالم ماركيز، هكذا يحفظ الروائي مدينته وحضارته أيضاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روايات محفوظ وقصص ماركيز روايات محفوظ وقصص ماركيز



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates