بقلم - عائشة سلطان
من يمتلك هذه الطاقة يعلم أنها تزخر بمخزون جيد من الإحالات الدافعة لأعمال ومشاريع كثيرة في حياة من نعتني بهم. هي في الحقيقة طاقة خلاقة في شكلها وتفاصيلها، لذلك يسعى الجميع لأن يحظوا بها، بل ويتنافسون عليها لدرجة الغيرة والغضب أحياناً.
وأن تعتني بمَن تحب ليس بالأمر السهل أو البسيط. لا أقول إنه معقد أو مستحيل، لكنك حين تعطي ذلك الانطباع بأنك شخص كريم في عطائك، وأنك مستعد للذهاب لآخر الشوط في تحمّلك للمسؤولية والبذل، يصبح من الصعب الفكاك من هذه الصورة التي تطبعها في أذهان مَن حولك أولاً، أما ثانياً فإن مواصلة السير في طريق عنوانه «المواظبة على التحلّي بطاقة الاعتناء» مرهق جداً على جميع المستويات: جسدياً ونفسياً وذهنياً ومادياً كذلك.
يبدو العطاء بلا مقابل وكأنه صفة ملائكية بعض الشيء، أو أنها صفة اندثرت تعود لأزمنة أمراء الحكايات والفرسان الذين يضحّون بحياتهم لأجل الآخرين دون أي التفات لأي نوع من المكافآت، كما أنها صفة أمومية بامتياز، فالأم تعطي بلا مقابل؛ لأنها جُبلت على ذلك، ولا تسأل الخالق إذا فطر، فهذه فطرة. عدا ذلك فإن طاقة الاعتناء رغم مثاليتها فإنها لا تعد من الأفكار التي توصف بأنها ملقاة بكثرة على قارعة الطريق، حيث تحتاج هذه الطاقة لقدرة وتربية ونفس شديدة النزاهة والزهد.
إن ما يمكن أن يجعلك تتخذ موقفاً إزاء الاعتناء بمَن تحب أو بمَن حولك، فتواصل السير في هذا الطريق أو تغير اتجاهك هو مشاعر الامتنان التي تجدها فيمن تعتني بهم. يبدو الشعور بالامتنان وبالتالي التعبير عنه بأي شكل «بكلمات الاعتراف والشكر، بالوفاء، بالهدايا الرمزية...» يتحول إلى طاقة كبيرة دافعة لاستمرارية وتدفق تلك الطاقة النبيلة: طاقة الاعتناء!