ذاكرة الأشجار

ذاكرة الأشجار

ذاكرة الأشجار

 صوت الإمارات -

ذاكرة الأشجار

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

الاهتمام بالزراعة، والاشتغال بها أو اتخاذ البستنة هواية، واحدة من السلوكيات المتحضرة التي علينا أن نلفت نظر الناس إليها كما علينا في المدارس والمنازل أن نحض أبناءنا للانتباه والاهتمام بها.. لماذا؟

لأن الاهتمام بشؤون وقضايا الزراعة يشكل ثقافة ضرورية لإنسان اليوم، لذلك على الصغار أن يتلقوا ومنذ نعومة أظفارهم معنى أن يحافظوا على البيئة والأرض والمناخ، فذلك أكثر فائدة بمئات المرات من أن تمتلئ أدمغتهم بتوجهات لا قيمة لها.

عندما كنا صغاراً لم تكن فكرة الزراعة بهذا الاتساع بالنسبة لنا، لكننا تعلمنا أهمية الزراعة وضرورة وجود الشجرة، لقد نشأنا في بيوت كانت تتوسطها دائماً شجرة لوز كبيرة، وعلى سور المنزل كانت شجرة السدر الضخمة تملأ المكان، وكان الصغار ينهمكون في «خبط» أغصانها المثقلة بالثمر، ما إن تلوح الثمار جلية أمام أنظارهم.

صغارنا اليوم لا علاقة لهم بالزراعة، لا أحد يعلمهم أبجديات الزراعة، لا مدرسة العلوم ولا الأمهات، بينما تفتح وعينا صغاراً على دهشة انفجار الحياة من ثنايا حبات الشعير، ورأس البصل، عندما كانت مدرسة العلوم تطلب منا أن نضع قطناً في صحن صغير ونرش عليه حبات الشعير أو نضع رأس بصل صغيراً في كأس الماء ثم نراقب ما يحدث!

وهنا نطرح سؤالاً على القائمين بأمر التربية والتعليم: لماذا تكون مكافأة الطلاب الصغار في مدارسنا دائماً الذهاب إلى مطعم الوجبات السريعة، أو مراكز التسوق؟ لماذا لا تكون المكافأة هي مشاركة الطفل في زراعة نبتة أو شجرة في فناء المدرسة أو في حديقة المنزل، أو حتى في حديقة الحي ضمن برنامج بيئي بالتعاون مع بلدية المدينة مثلاً؟

تحتاج البيئة إلى أن نعرفها ونحبها، وإلى أن نعطيها بقدر ما نأخذ منها، تلك حقيقة يجب أن نعلمها الصغار إذا أردنا أن ننتقل بهم من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج والعمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذاكرة الأشجار ذاكرة الأشجار



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 11:16 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يشعر بالسعادة لارتدائه الفانيلة الحمراء

GMT 11:56 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات بتراجع أعداد الدب القطبي بنسبة 30% بسبب تقلص الجليد

GMT 23:53 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحواض السمك تجلب الهدوء وتضفي جمالًا على حديقتك

GMT 17:42 2013 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

الاحتفال بذكرى رحيل عمار الشريعى بإذاعة الشرق الأوسط

GMT 04:41 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الربيع يحل قبل 3 أسابيع في الولايات المتحدة الأميركية

GMT 23:42 2013 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

"شل" تتراجع عن بناء محطة لتحويل الغاز إلى سوائل

GMT 16:03 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

5 بنوك تمول إقامة محطة كهرباء في السويس

GMT 16:42 2012 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفودكا" تنقذ فيلتين من صقيع روسيا

GMT 03:05 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تجهز منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض

GMT 03:59 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

اكتشاف فصائل جديدة من النبات والعناكب بماليزيا

GMT 22:05 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة انفصال كارول سماحة عن زوجها وليد مصطفى

GMT 08:02 2012 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

"بورشة" الألمانية تتوقع نمو مبيعاتها في 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates