بقلم - عائشة سلطان
يقول لنا أهلنا منذ أن يتبينوا بدايات فهمنا واستيعابنا للإرشاد والتوجيه، كل التوجيهات والنصائح والأوامر التي لطالما سمعوها هم بدورهم من أهلهم وكبار السن في عائلاتهم، تلك هي طريقة تناقل الخبرات في معظم المجتمعات التقليدية وحتى غير التقليدية أحياناً!
غالباً ما تسهم المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، والمؤسسات الثقافية وقادة الرأي وبرامج الإذاعة والأفلام والمسلسلات، في إحداث التغيير المطلوب على السلوك العام للأفراد في المجتمعات التي تعيش حالة من التغيرات والتحولات لتوجيههم للطريقة المثلى في تعاملهم مع الظروف الطارئة؛ لأن الحياة تتعقد يوماً إثر يوم، ولأن المجتمعات ما عادت بسيطة كما كانت!
إن العلاقات داخل الأسرة تحتاج للكثير من الانتباه، والتوعية؛ حتى لا يقع الصغار والكبار معاً في علاقات ملتبسة أو قلقة، في حين أن الوضوح والانفتاح والمحبة هو ما يجب أن يسود هذه العلاقات، لكن حين لا تتفهم الأم دورها جيداً، ولا تحصل على الإرشاد والتوجيه اللازمين، فإنها تبقى أسيرة تربية تلقتها أو تشرّبت تعاليمها من والديها، فتنقلها بدورها إلى أسرتها الجديدة مع اختلاف الظروف والأحوال!
استمعتُ إلى سيدة تتحدث عن علاقتها الملتبسة والخالية من أي تفاهم مع والدتها، حيث قالت: لم تظهر لي والدتي المحبة يوماً، كانت تقول إن إظهار الحب للأبناء خطأ، هكذا علمتها والدتها. وأن الحب يكون بالرعاية والنصح والمحافظة والانضباط، وليس بإغداق الحنان الذي قد يفسد الأبناء!
البعض يعتقد أنه من المحبة خنق الأبناء في إطار محدد من التعليمات القاسية، وعلى هؤلاء الأبناء أن يكونوا كما يريدهم الأهل لينجحوا في الحياة تماماً، كما تربى الأهل ونجحوا.. فهل كان الأهل سعداء وناجحين فعلاً؟