بقلم - عائشة سلطان
في كل مرة نقرأ فيها مقالات صحافية رصينة لكبار الكتاب، الذين كانوا في زمانهم أشخاصاً تطلب نصيحتهم في ما يتعلق بالكتب، فنجد العديد منهم قد وضعوا قوائم بأهم كتب زمانهم، أو أعظم روايات ذلك الزمان، بطلب من رؤساء تحرير صحف كبرى، فإذا لم يقرأ أي منكم شيئاً مما ورد في تلك القوائم، فلا تحزنوا، ذلك أن لكل زمان ذائقته، ولكل قارئ خياراته التي تصنعها تجربته.
في عام 1886، سألت إحدى السيدات، الكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد، عن الكتب التي ينصحها بقراءتها، كامرأة (كما جاء في كتاب «غوايات القراءة»)، فكانت إجابته على شكل مقال بعنوان (مقدمة في الفن)، يمكن تلخيصه في هذه العبارة «ليس هناك كتابة أخلاقية وكتابة غير أخلاقية، أي لا توجد كتب للمرأة وكتب للرجل، الكتب إما أن تكون جيدة، وإما أن تكون رديئة، وهذا كل شيء».
لذلك، علينا أن نقرأ كثيراً، لنصل بأنفسنا إلى هذه الخلاصة/ الحكمة، ونحن نصلها حين نشعر باننا تغيرنا بالفعل، ذلك يحدث، يوم نعرف على وجه الدقة: لماذا نقرأ؟ إننا نقرأ لنتغير، وما لم تغيرنا الكتب التي نقرأها، فلا أهمية لما نقرأه إذن! إننا لن نتغير إلا بالقراءة العميقة والمستمرة، والمختارة بعناية!
لذلك، عندما سئل مارك توين: لماذا تقرأ؟ قال: لأن القراءة العميقة والمستمرة، هي وحدها التي تقيم وتعزز الذات المستقلة، فما فائدة الإنسان، إذا كان لا يجد نفسه؟.
إن الكتب لا تساعدنا لنجد أنفسنا فقط، إنها يمكن أن تنقذنا من كل شيء، حتى من أنفسنا أحياناً، حينما نواجه الكآبة أو العدم أو العجز أو الوحدة، كما يقول الكاتب «دانيال بناك»، فالقراءة تطيل وقت الحياة، بما تضيفه على الوقت من معرفة واتساع وتجارب ومتعة.