بقلم - عائشة سلطان
استشارتني صديقتي في أمر كتاب، قالت إن قريبة لها تحدثت عنه أمامها، وألحَّت عليها أن تقرأه، مؤكدة لها أنه يكاد يكون أعظم ما كُتب حتى الآن! قالت لي إنها اقتنت الكتاب فعلاً، لكنها لم تتمكن من قراءة أكثر من عشر صفحات، ليس لأن الكتاب صعب أو تافه، أو يتعارض مع قناعاتها الفكرية أو الدينية والأخلاقية، ليس لكل ذلك، ولكن لأن الكتاب بسيط جداً، إلى درجة أنها أحست بأنها تقرأ كتاباً في المسلّمات التي تعرفها كلها، لكنها لا تستطيع أن تعبِّر عنها مثل ما فعل المؤلف، لأنها ليست مؤلفة كتب، لكن محتوى الكتاب لم يفاجئها كما أكدت، كما لم يقدم لها علماً جديداً كانت تبحث عنه، أو علماً عميقاً يوسع مداركها، ويضيف لمخزونها! هي لم تقرأ من الكتاب سوى عشر صفحات، كما ذكرت، وهذا لا يتيح لها الحكم على محتوى الكتاب، كما أعتقد، ربما تمكّنها الصفحات العشر أن تحكم على لغة وأسلوب وتسلسل أفكار الكاتب، لكن المضمون يحتاج شيئاً من الصبر والمتابعة، مع ذلك، أصرت على أن بدايات الكتاب دلت على مساره الأساسي، وهي تسألني، ليس من أجل أن تكمل القراءة أم لا، لكنها تسألني عن رأيي في الكتاب!
لم أكن قد سمعت عن كتاب إيكهارت تول المعنون «قوة الآن»، أو قوة اللحظة الراهنة، وبالتالي، لم أكن قد قرأته بطبيعة الحال، لكنني لأجل أن أجيبها بصدق، استمعت لعدد كبير من محاضرات المؤلف على «يوتيوب»، كما قرأت العديد من المقالات والمراجعات التي أعدها شباب «البوكتيوبرز»، وهم «الشباب الذين يقدمون مراجعات منتظمة للكتب عبر اليوتيوب»، فتكونت لدي فكرة عامة عن الكتاب، فكرته ورسالته، والفلسفة التي يقوم عليها، ولأجل فهم أعمق، اقتنيت الكتاب أولاً، ثم استخرجت من مكتبتي عدة كتب حول فلسفة الأنوار، لتساعدني على فهم المراد من الكتاب.
إننا نتابع الكثير من الجدل والحوارات في الفضاء العام، وهي حوارات تنحرف أحياناً كثيرة عن مسارها العقلاني أو الموضوعي، منحدرة إلى الغوغائية والشخصنة، لذا، يبدو ضرورياً أن نتحدث عن فكرة الكتاب في مقال آتٍ!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد