بقلم : عائشة سلطان
لم تجد إيطاليا من يمد لها يد العون حين استغاثت بدول الاتحاد الأوروبي، فلجأت إلى الصين، وكذلك فعلت دول أخرى، كصربيا وتونس، يوجد على أراضيها كوادر عمل طبية صينية لتقديم المساعدة، ولذلك وصف رئيس صربيا الصين بقوله: «أنتم لستم أصدقاء، أنتم كإخوتنا تماماً»، ما يعني أن المعادلات السياسية والتكتلات الاقتصادية في مرحلة ما بعد «كورونا» لن تشبه ما قبلها أبداً، وخاصة بالنسبة إلى موقع الصين في ميزان القوة والسيادة!
في إيطاليا لا يزال الوباء يحصد أرواح المئات يومياً، وإذا كان العالم يحاول أن يبدي دهشته واستغرابه، وأن يرجع ذلك إلى زيادة أعداد كبار السن وانهيار النظام الصحي فقط، فلأن هذا العالم لا يريد أن يضع إصبعه على السبب مباشرة!
والسبب هو أن العالم اعتاد على الرفاهية، وأصبحت الأنانية طبيعة متفردة فيه، لكن المصيبة أن عقيدة الفردانية والأنانية التي يعتبرها العالم أحد مكاسبه الكبرى هي ما تتسبب في حصد أرواح المئات في إيطاليا وغيرها من مدن أوروبا!
يقول رئيس الصليب الأحمر الصيني الذي يعمل ضمن فريق المساعدات الطبية في إيطاليا: «لقد وجدنا في المناطق الأكثر تأثراً، مثل مدينة ميلان وغيرها، أن إجراءات الحجر المنزلي المتبعة هناك غير جادة، فوسائل المواصلات ما زالت تعمل، والناس يتجولون في أنحاء المدينة، ولا يلتزمون بإجراءات الحماية الشخصية، أنا لا أعرف بماذا يفكرون هنا؟ لكنني أعرف أنه لا بد أن يتوقف كل شيء، الأنشطة الاقتصادية، وكل أشكال التقارب الاجتماعي التي تعوّدنا عليها، وأن يبقى الجميع في منازلهم، ولا بد للجميع أن يكونوا مستعدين للتضحية لحماية الآخرين، بهذه الطريقة استطعنا في ووهان البدء في التحكم بالمرض»!