بقلم - عائشة سلطان
تصدرت ست روايات عربية طويلة القائمة القصيرة لجائزة البوكر في نسختها العربية هذا العام، وسوف تشهد ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر أبريل المقبل الإعلان الرسمي عن الفائز الجديد الذي ستتصدر روايته الفائزة المشهد الثقافي العربي فترة من الزمن، وسيحظى الكاتب نفسه بالكثير من صور الاحتفاء والتبجيل، وسيتبارى النقاد وقرّاء الأدب المحترفون في تحليل الرواية وإضفاء هالة النبوغ والكثير من التكريس بالنسبة إلى الكاتب، أما أن تكون الرواية تستحق ذلك أم لا فتلك قضية خلافية تتدخل فيها الذائقة واعتبارات مختلفة، وتحسمها لجنة التحكيم بلا شك!
لنتّفقْ أولاً على أن هناك قرّاء محترفين فعلاً يوجدون في فضاءات مختلفة، وأن هؤلاء لا رأي لهم ولا تأثير في اختيار الرواية الفائرة، مع أن معظمهم قد قرأ الأعمال المدرجة في القائمة القصيرة كلها، بدقة وتمعن أكثر حتى من أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم، سأجازف بقول ذلك، ليس تشكيكاً في أحد، ولكن تقديراً لعمل ودور ودأب هؤلاء القراء المخلصين للقراءة أولاً، ولقراءة الرواية الجيدة.
ثانياً، لملكة النقد المتقدمة التي يمتلكها كثير منهم نتيجة طول النظر في الأدب وملازمة القراءة للقراءة، وليس لأي أمر وظيفي مصلحي آخر!
هؤلاء القراء المحترفون منتشرون في كل الوطن العربي، ينتمي معظمهم إلى فئة الشباب الشغوف بالقراءة، وهم موجودون في: صالون وأندية الكتب والقراءة، وتحليلات موقع الجودريدز، وقنوات اليوتيوب التي تعود لشباب أطلقوا ما يعرف بقنوات مراجعة آخر إصدارات الكتب، إضافة إلى الكتب الكلاسيكية المعروفة، وقد شكّلوا ظاهرة حقيقية في استراتيجية نشر ثقافة القراءة بين الشباب، كما شكّلوا حالة استقطاب تظهر بقوة في آلاف المتابعين الذين يتابعون آخر حلقاتهم ويستنيرون بتحليلاتهم وإرشاداتهم.
من سيكون الفائز بجائزة البوكر هذا العام؟ لا أحد يعلم، والكل يرشح روايته المفضلة، وسأحاول أن أقرأ معكم قراءة سريعة مضامين الروايات الست خلال الأيام المقبلة، وليضمر كل منا أمنيته حتى ليلة الإعلان عن الفائز!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد