أين ذهبت تفاصيل الصورة

أين ذهبت تفاصيل الصورة؟

أين ذهبت تفاصيل الصورة؟

 صوت الإمارات -

أين ذهبت تفاصيل الصورة

بقلم : عائشة سلطان

  أتوقف كثيراً عند الصور التي بالأبيض والأسود، أو تلك التي يبدو عليها آثار اصفرار واضح دليل على تقادم الزمن، وكثيراً هنا تعني أكثر من المعتاد أو أكثر من الوقت الذي نقضيه ونحن ننظر في الصور العادية التي نذهب إلى تفحصها حين تغلبنا الذاكرة، كل الصور القديمة تستوقفني وقد تستدرجني إلى خفاياها وما وراءها، وإلى أطراف وجوه لنساء وفتيات ورجال ينظرون في أقاصي الصور أحاول أن أعرف من هم، لماذا كانوا هناك في تلك اللحظة وإن كنت أعرفهم ونسيتهم أم أنني لا أعرفهم وقد كان تواجدهم عرضياً وطارئاً في الصورة!

أتأمل مجموعة كبيرة من الصور في الذكرى العاشرة لرحيل الدرويش الفلسطيني الجميل (محمود درويش) الذي غادرنا قبل 10 سنوات في التاسع من شهر أغسطس 2008م، في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية، أتأمله وهو يتسكع منتصب القامة وجميلاً في شوارع القاهرة، وإلى جواره شعراء وصحفيون ومذيعون وكتاب، ثم أعود وأنظر في تفاصيل الصور، ذلك البائع في الدكان الذي عبروا أمامه، سائق سيارة الأجرة التي مرت قريباً منهم، بماذا كان يفكر الشاعر الجميل عبدالرحمن الأبنودي الذي كان يرافق محمود درويش يومها، ولماذا كانت تلك السيدة الحلوة تضحك ضحكتها الفاتنة تلك ! أتوقف طويلاً في محاولة حثيثة للإمساك بما لا يمكن الإمساك به بأية حال: بالزمن، بطبيعة الوقت، بوقع الضحك، بشكل الأصوات ولون البهجة وخفة الكينونة!

الزمن كان مغايراً تماماً بلا شك، الصور عفية، قوية، وحادة الخطوط، نعم كانت بالأبيض والأسود لكن ألوانها كانت في أبطالها، في شخوص الذين يحتلون فضاءها، وفي الحكايات التي كانوا يتبادلونها وهم يقهقهون، الأشياء التي كانوا يشيرون إليها ولا نعرفها، المفارقات التي حصلت دون أن تتمكن الصور من حفظها، ودون أن نسمع أي شيء مما كان يدور، فعيب الصور أنها تحفظ الذاكرة لكنها تسقط الصوت والرائحة، وما الذاكرة بلا صوت ولا رائحة، لذلك نتوقف طويلاً لنعيد تركيب ما سقط!

وأتأمل صورة اشتريتها من سوق «جبيل» القديم في لبنان، صورة لبيروت عام 1937، وانظر جيداً إلى ذلك المقهى أسفل شركة الأدوية في البناية التي تتصدر الصورة، أين ذهب أولئك الذين كانوا يشربون هناء الوقت مع القهوة والحكايات في ذلك المقهى ؟ وأين ذهب المقهى نفسه؟ أين ذهبت بيروت نفسها التي كانت ست الدنيا ذات يوم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين ذهبت تفاصيل الصورة أين ذهبت تفاصيل الصورة



GMT 14:48 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

المنصوري والنيادي عند شغاف النجوم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كان يراقبهم يكبرون

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كل هذا الحب

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

رواية عظيمة لا تعرفها

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates