بقلم : عائشة سلطان
بعض الهدايا غريبة، وبعضها غير متوقعة، بعضها تراه، فتتمنى لو كنت حصلت عليه، بعضها يصيبك بالإحباط، ربما لأنك كنت تمني النفس بما هو أجمل أو أفضل، وربما لأن الطريقة التي قدمت بها الهدية، كانت غير موفقة، حتى بدت لك أنها أشبه بمزحة ثقيلة، بعض الهدايا تؤرقك، بعد أن تصبح بين يديك! تبدو أثقل من قدرتك على تقديم مثلها، أو ما يعادلها، بينما تصلك بعض الهدايا اللطيفة، التي تتمنى لو أنك كل يوم تصحو على هدية مماثلة!
في الهدايا، يمكننا أن نقول الكثير، فعلى مدى حياة عادية وبسيطة، تقضيها بين عائلتك وأحبتك وأصدقائك وزملاء العمل، يتلقى أحدنا أنواعاً من الهدايا في مناسبات مختلفة: حين تتخرج، حين تحظى بأول وظيفة لك في حياتك، حين تنتقل لبيتك الجديد، حين تتزوج، حين يطل أول أطفالك من نافذة الحياة، وحين تترقى في وظيفتك.
في كل الأحوال، فإن الهدايا تشبه النسمات الحلوة، تنعش العلاقات وترطب الروح، ولذلك، نكرر دائماً (تهادوا تحابوا)، فالهدية تقتضي ردها بشكل أو بآخر، وهذا معناه ديمومة التواصل، عدا طريقة استرسال قصيدة شعر!
أول ما وصلني من الهدايا، كانت ساعة يد، ما زلت احتفظ بها في صندوق والدتي، وعندما تخرجت من الثانوية، حظيت بهدية غير متوقعة: سفر بالطائرة إلى خارج دبي، على ندرة السفر في تلك السنوات.
أما آخر هدية، فكانت بقدر بساطتها، إلا أنها تركت أثراً كبيراً وفارقاً في داخلي، وقد بدأت بهذه الرسالة (هذه هدية بسيطة مني. كنت قد حجزت الكتاب لك. وأخيراً وصل. لقد اتصلوا بك من المكتبة، كي يبلغوك بوجود الكتاب باسمك)، والكتاب كنت قد بحثت عنه، لكنني لم أعثر عليه في الإمارات. فشكراً للقارئ الكريم.