بقلم - عائشة سلطان
انتهت قبل يومين أيام معرض الشارقة للكتاب، التي امتدت لمدة عشرة أيام (من 4 حتى 14 نوفمبر من سنة كورونا) ذهبتُ خلالها مرتين بصحبة بعض الصديقات، كان حصيلتها عدد كبير من الكتب، وقبل أن نوغل في الحديث عن المعرض علينا أن نتوقف قليلاً، لنقدم تحية مستحقة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما بذله خلال مسيرة حياته الحافلة بدعم الثقافة والمثقف في كل مكان، وعلى ما يبذله باستمرار وفي كل المواقف.
سنظل نذكر لـ (بو محمد) أنه اتخذ قراراً جريئاً وشجاعاً جداً بعقد الدورة 39 لمعرض الشارقة في وقتها المحدد، وبذلك فهو من المعارض القليلة جداً التي لم تتأجل أو تُلغى خلال جائحة «كورونا». وقد جاء انعقاده في الفترة التي تشهد طغيان الموجة الثانية من انتشار فيروس «كورونا» في العالم، وتزايد حالات الإصابة، وسط إجراءات احترازية عالية المستوى.
وبالرغم من كل ذلك فقد انتظمت فعاليات معرض الشارقة في موعده، وسار كل شيء كما هو مخطط له: جاءت دور النشر من كل مكان، عرضت آخر الإصدارات، ونظمت جلسات توقيع الكتب الجديدة، وحضر ضيوف المعرض كما هي العادة، وأقيمت الندوات والجلسات، صحيح أن التقنية كانت الرافعة الأعلى حضوراً فيما يخص إقامة الأنشطة، لكن ذلك كان إجراءً وقائياً اقتضته ضرورات الصحة والسلامة.
ورغم الأوضاع الاقتصادية التي تضغط بثقلها على الحكومات، كما على الأفراد وقطاعات التجارة والاقتصاد، وما يعانيه الناشرون من أزمات لا تخفى على أحد، فإن حكومة الشارقة بقيادة الحاكم الإنسان المثقف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي اختارت أن تكون عوناً ومشجعاً للناشرين بإعفائهم من رسوم المشاركة في الدورة الحالية.
سيظل (سلطان) منارة يُحتذى ويقتدى به، وستظل الشارقة شمساً حانية تشرق بالثقافة دوماً.