بقلم : عائشة سلطان
من نحن حقاً حينما تغيرنا الظروف؟ حينما تتغير مسارات الظروف التي ظلت راكدة حولنا لفترات طويلة؟ ذلك الركود الذي كان بالنسبة لنا منطقة أمان حقيقية حتى وإن ظهر للآخر ركوداً أو حياة خالية من المعنى والإثارة؟ هذه الأسئلة قد لا تخطر ببال أولئك الذين يتدخلون في حياتنا ليعبثوا بها ويقلبوها رأساً على عقب، وبذلك يخلخلون كل المعادلة الثابتة والظروف التي كانت تبدو راكدة؟ هل سأل أحدكم: لماذا وكيف يتدخل الآخرون في حياتنا؟
ذلك الشخص مثل كثيرين: يصحو باكراً كل يوم، يتناول فطوره، يوصل أبناءه للمدرسة، يذهب لعمله، يكمل يومه بشكل اعتيادي، وقبل نهاية الشهر يمكنه أن يدفع كل التزاماته مطمئناً: أجرة المنزل، أقساط مدارس الأبناء، تكلفة علاج ابنه المريض، ثم ما تبقى من مال يذهب لولده الذي يدرس في الخارج.
فجأة، تنقلب حياة ذلك الشخص رأساً على عقب حين يتلقى ذات صباح قراراً بإنهاء خدماته! هل يمكننا تخيل كيف سيكون وضع ذلك الشخص في تلك الحالة؟
مثال آخر: أن تعيش مع أسرتك مطمئناً إلى كل شيء في ظل حياة آمنة، فجأة تتعرض المدينة لغزو جماعات متطرفة، فتتبعثر كل الثوابت، يأخذ الرجل بيد زوجته ويخرج مع النازحين متجهين إلى الفراغ واللامكان، إلى حيث لا أمان ولا ثوابت، فكيف سيكونون في ظل الظرف الجديد؟
من نحن؟ هل نحن ما نبدو عليه في ظل الأمان؟ أم نحن ما يكشفه لنا انعدام تلك القشرة من الطمأنينة؟ عندما نتعرى أمام نظرات وأحكام الجميع، ونسقط في فخ الاحتياج الذي يحوّل الوعظ إلى مجرد كلمات جوفاء!