الحارسة في حقول الحياة

الحارسة في حقول الحياة

الحارسة في حقول الحياة

 صوت الإمارات -

الحارسة في حقول الحياة

بقلم : عائشة سلطان

  المرأة الإماراتية صانعة التنمية مذ كانت الإمارات رقماً بسيطاً في جداول التنمية، ومع ذلك فقد تحملت هذه المرأة صعوبة الحياة بأقسى تجلياتها وأشكالها، تحملت الكفاف والفقر والجوع والجهل والمرض وتحملت ما هو أكثر، أن تتحمل عبء البيت والأسرة والأبناء في ظل عدم وجود أي رجل، لا زوج ولا أب ولا أخ، فكلهم يبحثون في أراضٍ بعيدة وبحارٍ عميقة عن أسباب الحياة ولقمة العيش للصغار المنتظرين، ووحدها المرأة تعمل بيديها وقلبها وروحها، لتبقى الأسرة ويبقى الصغار صامدين في انتظار عودة الرجال.

لم تبزغ المرأة الإماراتية كنجم ثاقب في سماء المشاركة والعمل مع سنوات الحداثة، وما بعد التعليم وشهادات الجامعة، ذلك ليس حقيقياً، فجدتي أقامت كياناً كبيراً اسمه عائلة ممتدة، كانت مسؤولة عن كل شيء يخص طعامهم وملبسهم وترتيب شؤون حياتهم في أدق تجلياتها، من دون أن تتمكن من التمييز بين الألف والباء، حتى توفاها الله. أما والدتي فقد أكملت الطريق على المسار ذاته، واتبعت الخطوات نفسها.

نعم.. المرأة الإماراتية كما صنعتها حياة القسوة والشظف، وكما أراد لها زايد المؤسس الكبير أن تكون شريكاً أساسياً في بناء الاتحاد واستدامة نموه ونهضته، وهي امتداد لتاريخ كل نساء العالم، ذلك أنهن الحارسات الأصيلات في حقول الحياة والنماء والسلام، ففي الوقت الذي يصنع فيه الرجل الحرب بمهارة عالية، ويظل يرش عليها الزيت لتظل مشتعلة، ليربح الكثير من الرجال الملايين من وراء تلك النيران المشتعلة، تنبثق المرأة من بين الأنقاض صارخة معلنة رفضها الموت وتمسّكها بالحياة وتفاصيلها.

مع ذلك، يطلع علينا أشباه وعّاظ يدعون العلم بالدين وتنفيذ الشرائع لتعلو أصواتهم عبر الفضائيات بأن النساء هن صانعات الفتن وخالقات الكوارث الأخلاقية، هكذا سمعت ذلك المعتوه يتحدث من دون أن يردعه قانون أو ضمير من محطة تلفزيونية،لا أدري تبث من أين!!

ويدّعي آخر بأن كل النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للتحرش هن السبب الحقيقي في تعرضهن لذلك، نتيجة ما يلبسن والطريقة التي يتمايلن بها. أما العقول المريضة المائلة عن الحق والفطرة والرجولة، فلا يأتي على ذكرهم لأنهم ذكور مثله، ذلك هو الانحراف البغيض حقاً، في حين إن تلك التي تعرضت للأذى لم تستجلبه لنفسها بقدر ما جلبه الفقر ورداءة التعليم وقلة ذات اليد وخراب الأخلاق، فمن المسؤول عن الفقر والحروب ورداءة التعليم وتدنّي أوضاع الاقتصاد و...؟ أليسوا الرجال الذين يرتبون معادلات الاقتصاد والحروب على طريقتهم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحارسة في حقول الحياة الحارسة في حقول الحياة



GMT 14:48 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

المنصوري والنيادي عند شغاف النجوم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كان يراقبهم يكبرون

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كل هذا الحب

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

رواية عظيمة لا تعرفها

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates