بقلم - عائشة سلطان
أرسل الأخ الفاضل سالم العويس، سفير الدولة في جمهورية كولومبيا، رسالة تضمنت رداً على مقال البارحة حول الصناعات الثقافية، جاء فيها: (.. أسعدني بشكل كبير قراءة مقالك عن الصناعات الثقافية، وبصفتي سفير الدولة في جمهورية كولومبيا، أود أن أرفق لك نبذة عن سياسة «الاقتصاد البرتقالي» القائم على الابتكار والإبداع، والتي تبناها الرئيس الكولومبي إيفان دوكي ماركيز وحكومته منذ وصوله إلى رأس السلطة في عام ٢٠١٨.
لقد خصص الرئيس نائب وزير الاقتصاد البرتقالي، لدعم الاقتصاد من خلال تنمية الصناعات الإبداعية والثقافية وسياحة المهرجانات الموسيقية والتطبيقات الإلكترونية والأشغال اليدوية والسينما، وغيرها من الأمور التي تقوم بدورها بتوليد وظائف وأعمال تتيح فرص عمل للمواطنين في كولومبيا، وتسهم في رفع مستوى الدخل للفرد).
إن مصطلح الاقتصاد البرتقالي الذي ورد في الرسالة، يقصد به الاقتصاد الإبداعي أو الصناعات الثقافية التي تجمع بين قطاعات الاقتصاد وكافة قطاعات الإبداع والمعرفة، وهو الاقتصاد الذي بدأ يحتل رأس الاهتمامات في الاقتصادات العالمية وأجندات الدول الكبرى والنامية معاً.
وبحسب الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فقد بدأ الترويج لمفهوم الاقتصاد الإبداعي لأول مرة من قِبل الكاتب البريطاني جون هوكنز في عام 2001، وأطلقه على 15 نشاطاً تشمل مجالات متنوعة تبدأ بالفنون، وتمتد لتشمل مجالات العلم والتكنولوجيا، وقدر حينها هوكنز حجم معاملات هذا الاقتصاد في مختلف أنحاء العالم بما يعادل 2.2 تريليون دولار. لقد قاد الاقتصاد الإبداعي بالفعل لتوفير الكثير من فرص العمل، وبحسب منظمة اليونسكو فقد وفرت مختلف أنشطة الصناعات الإبداعية عوائد بنحو 2.250 تريليون دولار في عام 2013، أي ما يعادل %3 من الناتج الإجمالي العالمي، كما خلقت فرصاً وظيفية في العام نفسه بنحو 29.5 مليون وظيفة.