بقلم - عائشة سلطان
تعرّف اليونيسكو الصناعات الثقافية بأنها الصناعات التي تنتج وتوزع النتاج والخدمات الثقافية، أي التي يتضح عند النظر في صفتها، أو أوجه استعمالها، أو غايتها، أنها تجسد أو تنقل أشكالاً للتعبير الثقافي في أي مجتمع، بغض النظر عن قيمتها التجارية، إنها تلك المنتجات التي لها علاقة بالأدب والنشر والموسيقى والسينما وفن التصميم.
لقد بدأت نبرة الاهتمام بهذه الصناعات تعلو في العديد من البلدان التي لم تكن هذه الصناعات تجد فيها أي اهتمام أو تواجد يذكر، كبلدان دول الخليج مثلاً، لكن هذه الدول اليوم تمتلك استراتيجيات وخططاً في هذا الاتجاه، بل وتصدر تقارير دورية حول وضع هذه الصناعات وتحولاتها وتطوراتها.
إن الاهتمام بقطاع النشر بهذا الشكل الذي نلاحظه ونتابعه في دولة الإمارات، دليل واضح على ذلك، ما يدل على أن لهذه الصناعات دورها الحاسم في عجلة الاقتصاد أولاً لأنها ستكون المزوّد الرئيس للاقتصاد الرقمي أو اقتصادات المعرفة التي يتزايد دورها اليوم، من هنا نفهم أن افتتاح دور أوبرا في معظم دول الخليج، وتزايد أعداد دور النشر، ومؤسسات الثقافة المتخصصة، واشتغال الشباب بقطاع الأدب، وميلهم لدراسات التصميم والإعلان والإعلام، دليل على أهمية هذا التوجه.
لقد وصفت منظمة (اليونيسكو) هذه الصناعات بأنها من أسرع الصناعات نمواً في العالم، وقد ثبت أنها خيار إنمائي مستدام يعتمد على مورد فريد ومتجدد، هو الإبداع البشري، ما يفسر تزايد قيمتها، فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات العالمية الإبداعية من منتجات وخدمات ثقافية 624 مليار دولار في 2011، ما يعني نمواً يفوق الضعف بين عامي 2002 و2011، وذلك حسب تقارير الصناعات الثقافية التي ستشهد في الفترة المقبلة اهتماماً أكبر نظراً للدور الذي ستلعبه في التقريب بين الثقافات وتعزيز السياسات الجديدة في المنطقة.