كقطارات منتصف الليل

كقطارات منتصف الليل!!

كقطارات منتصف الليل!!

 صوت الإمارات -

كقطارات منتصف الليل

عائشة سلطان
بقلم : عائشة سلطان

على امتداد أيام العمر، التي تمنحنا إياها الحياة، لا نتوقف عن أشياء كثيرة: كالتحرك سعياً للمكانة، والبحث عن الحب والأمان، وبناء العلاقات الإنسانية، اللجوء إلى استنتاجات كثيرة، ليست جميعها صحيحة بطبيعة الحال، لأنها بنيت على تفكير غير صحيح، وعليه، فإن اتخاذ أي مواقف في هذه الحالة، لن يقود لنتيجة صحيحة، وبالتأكيد ستشكل صدمة متوقعة!

لنعُد لمقال البارحة، فعندما ذهب إيميليو، أستاذ الرياضيات الذي تحدثنا عنه، يبحث عن حبيبته في كل مكان، سائقاً سيارته لساعات، ليطرق أبواب المستشفيات والبيوت التي من المحتمل أن تكون فيها، فإنه كان يفعل ذلك، بناء على تفكير بعيد تماماً عن أي منطق!

فمارغريتا التي يبحث عنها، ستكون بعد كل هذه السنوات امرأة عجوزاً في مثل سنه، وباستخدام الأرقام والنسب التي يبرع فيها، فإن احتمال إصابتها بالألزهايمر كبيرة جداً، وهو أمر متوقع، لكن الرجل في أعماقه، إنما كان يبحث عن نقطة ضوء في نفق أيامه، التي غدت مظلمة، بعد أن فقد زوجته، وتقاعد من العمل، وفي النهاية بدأت ذاكرته تتفلت منه نحو ثقب أسود، فماذا وكيف يفترض به أن بتصرف؟.

إننا، وبقدر ما نرتب مواقف فارقة في حياتنا، بناء على تفكير واستنتاجات غير دقيقة، فإننا نظلم أنفسنا والآخرين دون تثبت: إننا نعاتب بعضنا بحدة، ونوجه كلمات قاسية، ونغضب، وقد نقاطع بعضنا، بناء على نصف الحقيقة، وربما بعض الحقيقة، ودون أن نتثبت من ظروف الآخرين، أو نذهب عميقاً لنعرف ماذا حدث على وجه الدقة! وحين نعرف، يكون وقت إعادة الأمور إلى نصابها قد أصبح متأخراً، كقطارات ما بعد منتصف الليل، باردة وموحشة جداً!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كقطارات منتصف الليل كقطارات منتصف الليل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates