الشباب لماذا يثورون

الشباب لماذا يثورون؟

الشباب لماذا يثورون؟

 صوت الإمارات -

الشباب لماذا يثورون

بقلم - عائشة سلطان

عدنا مجدداً لنكون أسرى غرف الجلوس والمقاعد والبيوت، عيوننا على شاشات الفضائيات، وأصابعنا على أجهزة التحكم، لقد أعادنا العراق ولبنان إلى حالة التوتر والتوجس، التي حاولنا التخلص منها بعد فقداننا الثقة بأن شيئاً ممكن أن يتغير تحت سماوات الوطن العربي، وتحديداً، بعد أن تم اغتيال ثورات الشباب المخلص، وحرفها عن مساراتها الحقيقية في سوريا وليبيا واليمن. نعم، لقد أعادنا اللبنانيون وأعادنا شباب العراق الذي أصابنا بـ (صدمة إيجابية)، كنا بأمس الحاجة لمثلها (والتعبير لسعد الحريري في خطاب الاستقالة)!

لم يصبنا الحريري بأي صدمة، فالسياسيون محترفو أدوار على (قد) مقاساتهم، لكن شباب بغداد والبصرة والموصل وكربلاء، أبكونا، وبالتأكيد أفزعوا الطبقة السياسية في العراق، وزلزلوا ملالي طهران، الأمر الذي يفسر هذه الدموية التي تواجه بها السلطة العراقية الشباب في الشوارع، برصاص حي وعنف مُبالَغ فيه!

عاد بنا الخوف مجدداً، والمخاوف والأمنيات على أمل الشباب العربي في وطن كريم لأبنائه، وليس للآخرين، وطن حر وسيد قراره، لا تحكمه مافيات ولا فئات تابعة ومرتهنة للمشروع التوسعي الإيراني، كل شيء في هذه الشوارع، ينتهج طريق الثورة، مطالباً بالحقوق ذاتها، مع تفاوت في مقدار العنف المضاد وعدد الضحايا، العراق ولبنان، هما الساحتان الأخيرتان في سلسلة الشوارع العربية، التي بدأت ثوراتها منذ عام 2010، لذلك، فهما يواجهان الاتهامات نفسها، وربما نفس التحديات والمآلات!

الغريب أن أصحاب المصالح والمؤمنون بنظرية المؤامرة، تصدروا المشهد، وقاموا بتوجيه الاتهامات المعتادة لشباب العراق ولبنان: فاتهموهم بالتآمر، وتلقي دعم من الخارج، وبالتخريب والفوضى.. إلخ، الملاحظ أن أصحاب الاتهامات هؤلاء، يغضون الطرف عن حجم الفساد الذي رسخته الطبقة السياسية في هذه البلدان، كما لا يرون مدى تقويض سيادة الوطن برهن قراره للخارج، وطبعاً لا يأبهون بالتعدي على حقوق المواطنين، وإهمال مشاريع البناء والتنمية والإصلاح، والانشغال بمراكمة المكاسب والمصالح الشخصية، يثور هؤلاء الشباب، ويعرضون أنفسهم للموت، ليحظوا بوطن حقيقي، يتمتعون فيه بحقوقهم، ويسيرون على أرضه بكرامة ورأس مرفوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب لماذا يثورون الشباب لماذا يثورون



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates