بقلم - عائشة سلطان
حين يكون طفل صغير لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، في استقبال قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ليقول له بكل ثقة: «أهلاً وسهلاً بك في الإمارات، أتمنى لك إقامة سعيدة ومريحة في بلادنا»، بلغة البابا نفسه الذي يرد مبتسماً ودهشاً في الوقت نفسه: «إنك تتحدث الإسبانية بشكل رائع، أرجو أن تستمر في ذلك»، فاعلم أن الإمارات حين تتحدث عن الاستثمار في الإنسان، فإنها لا تطلق شعارات فارغة، لكنها تعمل بمسعى جاد في طريق الاستثمار هذا!
وحين يحضر بابا الكنيسة الكاثوليكية واقفاً في سيارة مكشوفة، مخترقاً صفوف وتجمعات أعداد غفيرة من الناس جاؤوا لحضور القدّاس التاريخي يوم الثلاثاء المنصرم، فلا تتجاوزْ المشهد ببساطة وتمضِ، معتبراً ذلك أمراً اعتيادياً، فاستخدام قداسة البابا سيارة مكشوفة له دلالاته فيما يتعلق بصلابة وقوة الإجراءات الأمنية التي رافقت الزيارة، وعملت على تحققها بنجاح متقطع النظير، ثم لا تنسَ مشهد تلك الجماهير الغفيرة، لقد كانوا 180 ألف شخص حضروا القدّاس بمنتهى المرونة، وخرجوا كذلك بالطريقة السلسة نفسها، ذلك هو النجاح الذي على كل إماراتي أن يفتخر به، وأن يشكر القائمين عليه بامتنان شديد.
لم يغادر قداسة البابا الإمارات على متن طائرة رئاسية تخص الفاتيكان، ولا على متن الخطوط الإيطالية، بل غادر بالحفاوة نفسها على متن طائرة تابعة لطيران «الاتحاد»، زُيّن بابها بشعار الفاتيكان، وكذلك مقاعدها، لتتناسب مع مكانة الزائر الكبير، لكنّ الأهم أن الذي أوصله إلى بلاده سالماً هو طيار إماراتي قاد الطائرة إلى روما بسلام وأمان.
هذه هي الإمارات دار زايد، بلاد الخير، وطن الإنجازات، الراية العالية في كل المحافل، وهو الإنسان الذي أثبت جدارته وتفوقه، واستحق أن نفتخر به جميعنا، هؤلاء هم أبناء زايد، غرسه الذي حلم به فأينع كما حلم به وكما أراده.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة البيان