الثقة الفضيلة الصعبة

الثقة.. الفضيلة الصعبة

الثقة.. الفضيلة الصعبة

 صوت الإمارات -

الثقة الفضيلة الصعبة

بقلم - عائشة سلطان

عادةً ما نكون واقعين تحت تأثير أحكام وتعليمات التربية، وظروف البيئة التي نعيش فيها، وبسبب الجو العام الذي نتحرك فيه، في طريقة ودرجة ثقتنا بالآخر، فهذه الثقة لها قواعدها وأصولها، كما أن لها علاقة بدرجة نضجنا النفسي والثقافي أيضاً، وعلى الرغم من كل ما نردده من مقولات وما نلزم به أنفسنا من حذر، فإن صدمة ثقة قوية لا بد أنها ضربت كل واحد منا في مقتل لمرة واحدة في الحياة على الأقل، ومع ذلك نظل عرضة لصدمات أخرى!

هل تتذكر عندما وثقت بأحدهم وتعاطفت معه بكل طيبة فاستغفلك واستغلك مع سبق الإصرار والترصد؟ كيف استرجعت حقك؟ لم تفعل لأنه لا إثبات لديك؛ ولأنك «ابن ناس» ولا تحب المشاكل، إذاً تعلم! إنك عادة لا تتعلم!

بسبب ذلك وأكثر فإن معظمنا أصبح مدفوعاً للأخذ بالشكوك، وسوء النوايا، وعدم الإيمان بخياراتنا الفطرية الطيبة، لقد صرنا نصدّق بعد زمن من الإنكار المثالي أن (سوء الظن من حسن الفطن) كما قالت العرب قديماً!

إن أخلاق الناس تتغير مع التبدلات والتحولات التي تحصل، فما بين اليوم والأمس هناك فارق شائع يصب لمصلحة أخلاقيات وقيم الماضي. إن طبيعة المجتمعات اليوم تقوم على تعايش مجموعات بشرية متباينة في كل شيء، تجتمع غالباً على فكرة البراغماتية أو المصلحة (العمل /‏‏ الصفقات التجارية..)، وعليه فتفاصيل كثيرة مثل: الثقة، الصدق، الحميمية، ودفء العلاقات، تغيب عن المشهد للأسف، وتعتبر مقولات لا محل لها من الإعراب تقريباً!

دون الإحساس بالثقة والأمان لا يمكن للحياة أن تستقيم، ولا أن يكون لونها جميلاً ووقعها خفيفاً ومحبباً، الثقة صفة إنسانية عالية جداً ترتب علائق فائقة المستوى والاستمرارية، لكن ليس ضمن حياة المؤسسات والشارع، هذا ما يجب أن ننتبه إليه، في الحقيقة إن لكل مقام مقالاً مثل صحيح تماماً، ومثلما تجعل عدم الثقة حياتنا مجموعة من الأفعال غير المكتملة أو الفاشلة، فإن الثقة والتخلي عن شكوكنا يجعلانها سلسة وممتلئة، فقط حين نؤسس علاقات واعية وناضجة، ونتخلى عن شكوكنا حين لا يكون لها ضرورة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقة الفضيلة الصعبة الثقة الفضيلة الصعبة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates